رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» و«بوتين» يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا وفلسطين والعراق.. مكافحة الإرهاب من الأولويات.. اتفاق بين الحكومة الروسية والجامعة العربية.. تعزيز سبل التعاون المشترك


تعقد اليوم الثلاثاء في القاهرة جلسات المباحثات الرسمية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وقضايا الشرق الأوسط في ظل تدهور الأوضاع في عدد من الدول والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.


العلاقات المصرية الروسية

وتدعم هذه القمة الوهج المتدفق للعلاقات القوية بين مصر وروسيا اللتين مازالتا تلعبان دورا قياديا على الساحة الدولية في ظل أجواء من التوتر والغيوم التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط بالنزاعات في ليبيا والعراق وسوريا واليمن بينما تسيطر هذه الأجواء على أوربا التي تشهد نزاعا في أوكرانيا ما أثر على العلاقات الروسية الأوربية.

مصر وروسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية، والدولتان شاركتا في تأسيس حركة عدم الانحياز وينسقان الرؤى حول القضايا الدولية في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية.


وقد شهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو على مدى 72 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ديناميكية وحيوية بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين المصريين والسوفيت ولم تتوقف إلا لفترة وجيزة في السبعينيات لتعود من جديد في الثمانينيات ولكن الظروف الدولية باتت تقتضي إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات المتميزة بزيارة الرئيس بوتين.

أهم الملفات
وتعد الملفات الرئيسية التي تشهدها طاولة المباحثات بين الرئيسين السيسي ونظيره الروسي اليوم، الأوضاع في سوريا وفي ليبيا والتسوية الفلسطينية والإسرائيلية ومكافحة الإرهاب ومناقشة ملف الغاز والتعاون النووي والاستثماري والعسكري الفني.


48 ساعة
كما أكد ليوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن زيارة "بوتين" لمصر تأتي استجابة لطلب الرئيس المصري الذي أراد أن يخصص أكبر قدر ممكن من الوقت للتواصل مع بوتين كي يبحث معه سواء بشكل رسمي أو غير رسمي جوانب التعاون بين البلدين والقضايا الدولية الأكثر سخونة.

تعزيز التعاون
ووصف الزيارة بأنها "مثيرة للاهتمام" موضحا أنه هناك "كيمياء جيدة جدا تجمع بين الرئيسين حيث يتعاطفان مع بعضهما البعض".

وقال إنه من المقرر أن يناقش الرئيسان قضايا التعاون بما في ذلك تبادل شامل ومتوقع لوجهات النظر حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها تطورات الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، فضلا عن قضية مواجهة التنظيم الإرهابي داعش بكل جوانبها بما في ذلك الطريقة التي تمكن التنظيم من الحصول على النفط الذي يعد من أبرز موارد تمويل نشاطاته حسبما أضاف يوشاكوف.


منطقة تجارة حرة

وأوضح المساعد: "نحن نعمل بنشاط من أجل تنويع وزيادة تدفق السلع، وهذا سيسهل من التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوروأسيوي".

وبحسب يوشاكوف فإنه من المقرر أن تعقد مجموعة خاصة معنية بهذا الأمر اجتماعها الأول في مارس وأبريل المقبلين بالقاهرة لمناقشة "نمو الاستثمار" الروسي في مصر.

ولفت يوشاكوف إلى تعاون نووى محتمل يتعلق بإنشاء محطة نووية ذات تصميم روسي.

ومن المنتظر أن يتم توقيع عدد من الوثائق بما في ذلك مذكرة تفاهم بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة الاستثمار المصرية بشأن مشاركة الشركات الروسية ومذكرة أخرى بشأن مساهمة مشتركة في مشاريع الاستثمار في كلا البلدين، وتوقيع اتفاق بين الحكومة الروسية والجامعة العربية لإنشاء مكتب تمثيلي في موسكو.

ويضم الوفد الروسى وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الزراعة نيقولاي فيودوروف ووزير التنمية الاقتصادية ألكسي أوليوكايف ووزير الصناعة ووزير التجارة والصناعة دينيس مانتوروف ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك ورئيس شركة روساتوم الحكومية للطاقة النووية سيرغي كيريينكو وصندوق الاستثمار المباشر الروسي.

كما سيتم مناقشة قضايا التعاون العسكري التقني التي جرى مناقشتها في سوشي من خلال مباحثات النائب الأول لوزير الدفاع الروسي.

وشهد العام الماضى توقيع روسيا ومصر صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكى وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتي تتضمن المزيد من المروحيات المهمة لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها الرئيس المصري.
الجريدة الرسمية