رئيس التحرير
عصام كامل

«أبوتريكة» و«جابر» و«وليد سليمان».. «الرجولة مواقف»!


الرجال مواقف.. والشدائد تظهر معادن البشر.. هكذا تعلمنا، وهكذا سجل النجمان محمد أبو تريكة وعمر جابر موقفهما من الأحداث الدامية التي وقعت بالأمس أمام استاد الدفاع الجوي، وراح ضحيتها 19 قتيلًا، و30 مصابًا، حسب الإحصاءات الرسمية لمصلحة الطب الشرعي.


«الماجيكو» انسحب من الاستديو التحليلى لمباراة كوت ديفوار وغانا في نهائى كأس الأمم الأفريقية؛ حزنًا على ضحايا ألتراس «وايت نايتس»، قبل مبارة الزمالك وإنبي، وتضامنا مع أهالي الشهداء والمصابين، ولم ينتظر «الساحر» انتهاء الفقرة؛ ليسجل موقفه، بل فعل ما يمليه عليه ضميره؛ ليزيد من مساحة الحب في قلوب عشاقه.

اختلف مع «أبو تريكة» كيفما شئت، قل عنه «إخواني»، يبحث عن «شو إعلامي»، يتاجر بدماء الضحايا، قل إنه ترك «الرياضة»؛ لـ«يلعب سياسة» لصالح الجماعة الإرهابية.. لكن لا تملك إلا أن تتضامن معه، لأنه «عنده دم»، ويمتلك إحساسًا ليس موجودًا لدى أصحاب «البلادة»، كما أن ما فعله «أضعف الإيمان»، فلم يشتم أو يسب المسئولين عن هذه الجريمة، وكل الجرائم السابقة، كما يفعل غيره.

نفس الموقف سجله لاعب الزمالك عمر جابر، الذي رفض المشاركة في مباراة ناديه أمام الفريق البترولي، إثر سقوط ضحايا من جماهير «وايت نايتس»، وتضامنه معهم؛ فكان جزاؤه «الإيقاف لأجل غير مسمي»، و«فسخ عقده» مع القلعة البيضاء؛ بسبب «إشارته التضامنية» مع مشجعي الألتراس!

هل عمر جابر «إخواني»؟ جائز، هل يسير على «سُنة أبو تريكة»؟ وارد، هل يبحث أيضًا عن «شو إعلامي»؟ لا أعتقد، فاللاعب يعلم أنه لو فعل ذلك سيضع مستقبله «على كف عفريت»، وأن «مرتضى منصور» لن يتركه وشأنه، وسيشن عليه حملة تنال منه.. لكن «جابر» فعل ما كان يجب أن يفعله الآخرون، مُذكرًا إياهم بموقف حسن شحاتة ومحمود جابر، المديرين الفنيين للزمالك والإسماعيلي، اللذين رفضا استكمال مباراتهما معًا؛ تضامنًا مع الأهلي بسبب «مجزرة استاد بورسعيد» الشهيرة.

«هدف ثالث»، أقصد «موقف ثالث» سجله نجم الأهلي وليد سليمان، الذي أنهى حفل عقد قرانه، لنفس السبب، قبل أن ينخرط في نوبة من البكاء وسط تصفيق الحضور، الذين جاءوا لتهنئته.. فهل نتهمه بأنه يُقحم الرياضة في السياسة؟

استقيموا يرحمكم الله.. و«خَلُّوا عندكم شوية دم».. ولا تعيبوا على «تريكة وجابر وسليمان» ما صنعوه.. فهؤلاء الذين تلعنونهم الآن- لأنكم لا تملكون إحساسهم- ستكونون أول المادحين لهم، لو قرر «السيسي» الاستعانة بـ«أبو تريكة» وزيرًا للرياضة، أو نائبًا له، وعمر جابر وزيرًا للشباب، أو نائبًا له، ووليد سليمان مستشارًا للرئيس للشئون الرياضية!
الجريدة الرسمية