رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة «بوتين» لمصر تثير الفزع في إسرائيل.. محاولة لتوسيع النفوذ الروسي في العالم العربي.. الرئيس الروسي يقترح بناء أول مفاعل نووي في مصر لأغراض سلمية.. ومحلل إسرائيلي: اللقاء مربك لـ«وا


سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم الإثنين الضوء على زيارة الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" إلى القاهرة، مؤكده أنها الأولى منذ عشر سنوات.


مفاعل نووى
وبدورها أكدت صحيفة "هآارتس" العبرية أن "بوتين" من المتوقع أن يقترح خلال الزيارة بناء أول مفاعل نووي في مصر لأغراض سلمية.

ونقلت "هآارتس" عن وكالة الأنباء الروسية إن قوة المفاعل ستتراوح مابين 1000-1200 ميجاواط وربما سيتم بناؤها بالقرب من منطقة "الضبعة" الصحراوية غرب الإسكندرية.

ارتباك واشنطن
كما تناول المحلل الإسرائيلى "تسيفى بارئيل" الزيارة قائلًا إن السيسي وبوتين تجمعمها مصالح مشتركة، موضحًا إن الرئيس الروسى يريد تعزيز صفقات السلاح مع مصر، وتصدير كميات كبيرة من القمح الروسى لمجابهة العقوبات الأوربية بحظر الصادرات الروسية من الحبوب، وهى مصلحة متبادلة من جانب القاهرة أيضا.

وأكد بارئيل أن الولايات المتحدة تدرك اعتبارات السيسي، مؤكدًا أن زيارة بوتين إلى أي بلد، وبالأخص في الشرق الأوسط تكون مربكة جدا لصناعى القرار الأمريكي، وخاصة الزيارة الحالية كونها تعتبر خطوة إضافية جديدة فيما يخص القارب المصرى الروسى على حساب التحالفات مع الغرب.

توسيع النفوذ الروسى
واعتبر المحلل الإسرائيلي "آساف جبور"، أن زيارة الرئيس الروسي اليوم إلى القاهرة، محاولة لتوسيع النفوذ الروسي في دول العالم العربي، موضحا أن هذه الزيارة من شأنها تعزيز وضع موسكو، التي تعاني من العزلة الدولية بسبب دعمها للانفصاليين الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم.

وأضاف "جبور"، في تقرير نشر بصحيفة "معاريف" العبرية، أنها تعد الزيارة الأولى للرئيس الروسي منذ عشر سنوات، مشيرا إلى أن بيان صادر عن الكرملين، أكد أن الزيارة سيتم تكريسها لمناقشة القضايا الثنائية بين البلدين، تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري، سبل مكافحة الإرهاب، والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتابع: "بوتين" أعرب عن تأييده للمعزول "محمد مرسي" فور وصوله للحكم، ولكن عقب سقوط جماعة الإخوان، هرع لتأييد نظام الرئيس الجديد "عبد الفتاح السيسي"، مضيفا: "السيسي نفسه زار روسيا في عام 2014، وتمت استضافته في القصر الرئاسي الصيفي الخاص في منتجع سوتشي، وخلال اللقاء تمت مناقشة قضية إمداد مصر بالأسلحة الروسية لمكافحة الإرهاب الراديكالي النشط في شبه جزيرة سيناء".

توتر القاهرة وواشنطن
وأشار "جبور" في تقريره، إلى أن روسيا تسعى إلى التقرب من القاهرة مستغلة توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وأن التقارب بين روسيا ومصر يأتي على خلفية قيام واشنطن بتعليق إمداداتها من الأسلحة إلى مصر بعد الإطاحة بنظام مرسي، مشيرًا إلى أن ذلك سمح لزيادة النفوذ الروسي في البلاد.

وأضاف أن القاهرة استضافت أيضا وزراء الخارجية والدفاع الروس في نوفمبر الماضي، للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، لمواصلة المناقشات حول برنامج التسلح العسكري المصري، وفي المقابل فإن الولايات المتحدة سعت في الأشهر الأخيرة إلى تدفئة العلاقات مع مصر، وأعلنت عن استئناف المعونة السنوية التي تقدر بـ 1.5 مليار دولار، فضلا عن توفير طائرات هليكوبتر أباتشي للجيش المصري.

أول زيارة بعد "مبارك"
ومن جانبه رأى الكاتب الإسرائيلي "دنيال سيروتي"، أن زيارة الرئيس "بوتين" إلى القاهرة، تعد الأولى منذ سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك، وانهيار نظام جماعة الإخوان في مصر.

وأكد في تقرير نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن الزيارة تهدف إلى توقيع سلسلة من الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين، وبحث سبل مواجهة التنظيمات الإرهابية.

فرصة بوتين
واعتبر الكاتب أنها فرصة "بوتين" للتقرب من النظام المصري، على حساب الموقف الأمريكي الداعم للإخوان والمعادي لنظام الرئيس "عبد الفتاح السيسي".

وأردف أنه من الواضح أن الرئيس الروسي، لديه مصلحة واضحة من زيارته إلى مصر، وذلك لأنها تعتبر أهم دولة عربية في المنطقة على الرغم من الاضطرابات التي أصابتها في الآونة الأخيرة، وخاصة في المجال الاقتصادي، منذ الإطاحة بنظام مبارك قبل أربع سنوات.

رسالة للغرب
وأشار إلى أنه باستثناء تفكك نظام الأسد في سوريا وإضعاف النظام في دمشق الذي كان الحليف الأبرز لموسكو في الشرق الأوسط، وكذلك العقوبات الاقتصادية من جانب المجتمع الدولي وزيادة العزلة الدبلوماسية بسبب تورطها في أزمة أوكرانيا، بما في ذلك الدعم الروسي للانفصاليين وضم شبه جزيرة القرم، فإن زيارة بوتين واستقباله بأذرع مفتوحة في مصر، الهدف منها أن يرى المجتمع الدولي أنه ليس في عزلة كما يروج الغرب.

ولفت إلى أنه قبل زيارة بوتين لمصر، كانت هناك سلسلة من الزيارات المتبادلة بين المسئولين الروس والمصريين في المنظومة الأمنية والسياسية للبلدين.

علاقات مصرية روسية
وأضاف أن العلاقات بين روسيا ومصر شهدت حقبة تعاون وعلاقات جيدة في عصر السوفيت، أثناء عهد نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذلك خلال فترة الستينيات حتى أواخر السبعينيات، التي كانت فيها مصر بعيدة عن الولايات المتحدة، وحينها قام الاتحاد السوفيتي بتسليح الجيش المصري بأنظمة أسلحة متطورة، بالإضافة إلى إرسال مستشارين سوفيت ساعدوا في تطوير الجيش المصري.

وتابع: على الرغم من ذلك فإن شهر العسل بين مصر والاتحاد السوفيتي انتهى في عام 1979، بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية، وتم طرد الخبراء الروس، وعادت مصر إلى حضن الأمريكان والغرب، الذي قدم مساعدات اقتصادية وأمنية سخية إلى مصر.
الجريدة الرسمية