رئيس التحرير
عصام كامل

الكورة حياتي.. لكن لبلادي أموت


هذا الهتاف الذي كان يرج جنبات كل الملاعب المصرية وكل الميادين بعد ثورة يناير كان جزءا من شخصية ضحايا أحداث استاد الدفاع الجوي أول أمس الذين لم يتوقعوا أنهم سيقتلون في سبيل حضور مباراة لفريقهم دون وجود جمهور منافس لهم. يقتلون لمجرد سوء التنظيم والتعنت في الإجراءات الأمنية يقتلون لمجرد أن أحد العباقرة قرر أن يقوم بإنشاء ممر ضيق يموت فيه الشباب كما قرر نفس العبقري من قبل لحام باب استاد بورسعيد منذ 3 سنوات كإجراء أمني غير مفهوم حتى الآن.


22 مشجعا زمالكاويا كان حلمهم أن يفوز فريقهم الذي عشقوه واستمروا خلفه داعمين له في كل الملاعب المصرية بالرغم من عدم حصول الزمالك على بطولات وبالرغم من حزن هذه الجماهير لما وصل له حال ناديهم الأبيض الذي ذابو فيه عشقا إلا أنهم لم يتخلوا عنه واستمرو في مؤازرته ورضوا بمنعهم من حضور مبارياته بالرغم من عدم ارتكابهم أية مخالفات أو أية أعمال شغب وبالرغم من معاقبتهم دائما على أحداث تقع من جمهور النادي الأهلي منافسهم التقليدي إلا أنهم رضوا ورضخوا لقرار المنع.

تم حبسهم واقتحام منازلهم والقبض على ذويهم وكل هذا من أجل حبهم لناديهم الأبيض ولم يغضبوا ولم يستسلموا ومع أول لقاء يجمعهم بمعشوقتهم الأولى بعد موسم كامل مر دون تواجدهم بالمدرجات وعند أول لقاء جماهيري يسمح لهم بحضوره ومؤازرة ناديهم سقطوا ضحايا العنف غير المبرر سقطوا ضحايا عدم وجود منسقيين أمنيين يستطيعون التعامل مع فكر شباب لا يشغل حياته إلا حب ناديهم فالجميع يتهمهم بأنهم مسيسين أم هم فلم يرغبوا إلا في العودة للمدرجات وأن ينشغلوا بعمل الدخلات وتأليف الأغاني واستغلال وقتهم الكبير الذي لا يوجد شىء لديهم لاستغلاله إلا بإبداعهم داخل المدرجات.

سقط 22 فردا من مشجعي نادي الزمالك ومن أعضاء مجموعة ألتراس وايت نايتس بسبب حبهم لناديهم ليلاقوا بجنة الخلد بإذن الله 72 آخرين سقطوا في مذبحة أخرى منذ ثلاث سنوات في ملعب كرة قدم آخر وفي أحداث متشابهة ولم يقتص لهم حتى الآن وأخشي ويخشي الكثيرون من سقوط ضحايا آخرين في ملاعب كرة القدم المصرية في حالة عدم صدور أحكام رادعة بالمجزرتين وفي حالة عدم الوصول لحلول صحيحة في التعامل مع هؤلاء الشباب العاشق لتراب بلده.
"شمس الحرية اتولدت ولا يمكن تموت"
الجريدة الرسمية