رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان وتلاميذ إعدادي!


من بين قائمة المضبوطات العديدة التي تم ضبطها أثناء إلقاء القبض على القيادي الإخواني يحيى حامد، ورقة تخص الإخوان في قسم تلاميذ إعدادي وثانوي.

والورقة تنطق بما كان يخفيه الإخوان وهو السعي إلى تجنيد الأطفال من بين تلاميذ المدارس في المرحلة الإعدادية، أي الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٢ - ١٥ عاما.. وهذا يفسر لنا الكثير من الظواهر التي كان البعض يحتار في إيجاد تفسير لها على مدى أكثر من أربع سنوات مضت.

ففي كل اشتباك مع الشرطة وكل أعمال عنف كان من بين المشاركين أطفال يدمرون ويخربون ويحرقون بحماس بالغ وكبير.. والبعض رأى أن هؤلاء الأطفال هم من أطفال الشوارع الذين ينتمون من مجتمع فرض عليهم الحياة في الشوارع وصار لهم بحكم حياتهم في الشوارع ثأر مع الشرطة، لذلك يمارسون العنف بحماس وقوة واندفاع شديد.. غير أن ذلك التفسير وإن كان لا يمكن استبعاده لا يكفي فقط لتفسير هذا العنف المنظم والممنهج الذي يتم بتخطيط لا يمكن أن تخطئه العين، وقد يضيف لنا ما ضُبط مع يحيى حامد وتحديدا ما يتعلق بقسم الإخوان في المدارس خاصة مدارس "ثانوي وإعدادي".

فإن الجماعة من خلال هذا القسم الخاص بها، تجند الأطفال والصبية من تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية في سن مبكرة، وبالتالي تستولي على عقولهم وتوجههم لتنفيذ تعليماتها بالتدمير والتخريب والحرق وأيضا القتل.. لذلك ليس غريبا إذن أن تتحول كل مسيرات ومظاهرات الإخوان التي يقومون بها حتى الآن إلى أعمال عنف منظم يسفر عن تدمير منشآت وحرق ممتلكات وقتل أنفس.

إنهم يقتلون مبكرا جدا براءة الأطفال ويسلبونهم عقولهم؛ ليتمكنوا من السيطرة عليهم واستخدامهم كأدوات قتل وتدمير وتخريب.. ولأن من شب على شيء شاب عليه فإن هؤلاء الصبية والأطفال حينما يكبرون يصعب عليهم الفكاك من أسر الجماعة وسيطرة قيادتها.. بل إنهم بالأوامر يتحولون إلى وحوش متوحشة.. فهم يربونهم منذ الصغر على ممارسة العنف ضد كل من لا ينتمي إلى جماعتهم ولا يشاركهم رؤاهم ومواقفهم.. ولعل هذا يفسر لنا لماذا أنشأ الإخوان مدارس خاصة بهم، ولماذا اهتموا بتجنيد المدرسين وأساتذة الجامعات.. وهكذا ما أحوحنا لتطهير مدارسنا وجامعاتنا من مدرسي وأساتذة الإخوان.
الجريدة الرسمية