رئيس التحرير
عصام كامل

هاني الجمل: مصر حليف روسيا الجديد في المنطقة


أكد الباحث والمحلل السياسي المهتم بشئون الشرق الأوسط، " هاني الجمل"، أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يبدأها اليوم الإثنين، إلى القاهرة، تشكل أهمية كبرى في إعادة صياغة خريطة التحالفات الإقليمية - في الشرق الأوسط- والدولية.


وأشار إلى أن روسيا تسعى إلى إيجاد وترسيخ شراكات قوية لها في الإقليم، خاصة في ظل حالة حليفها الوحيد، الممثل في سوريا، وبالتالي فإن روسيا تعمل على أن تكون مصر حليفها الجديد في المنطقة العربية.

وأوضح الجمل في تصريحات خاصة لـ" فيتو" أن روسيا ترى في مصر الداعم لها أمام السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن روسيا بعد انقضاء فترة السبعينيات من القرن الماضي، ثم انهيار الاتحاد السوفيتي وانحسارها بشكل كبير لم يتواجد لها حليف في المنطقة إلا النظام السوري، حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج ومن بعدها اليمن ثم دول شمال أفريقيا برمتها اتجهت للمعسكر الغربي وكانت من بينها مصر.

ويضيف: "وبالتالي فإن عودة مصر للتحالف الروسي سيصنع صياغة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وسيصنع تفاهمات أخرى حدثت بالفعل، وذلك في إشارة منه إلى لعب مصر دور هام في محاولة التقريب بين روسيا والمملكة السعودية خلال الفترة القليلة الماضية، الأمر الذي عطل منه مسألة المواقف في كلا البلدين من الملف السوري".

وأكد أنه بالرغم من أن الزيارة تأتي ردا على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا فيما قبل، إلا أن لها أهميتها الكبر في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية بشكل عام، ومصر بشكل خاص، خاصة أنها تبحث مجمل الملفات سواء فيما يتعلق بالعلاقات البينية فيما بين البلدين، من علاقات سياسية واقتصادية، وتجارية، أو فيما يتعلق بمناقشة قضايا المنطقة، وعلى وجه الخصوص الوضع في سوريا والعراق، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى الوضع المتأزم في ليبيا.

ويوضح: "الزيارة تحمل عدد من الملفات الاقتصادية المهمة، من بينها دعم الصناعات الثقيلة المصرية وهي نقطة هامة جدا، وإحياء مشروعات الحديد والصلب والتي كانت روسيا شريكا في إنشائها، ثم محاولة وجود آليات في التعامل مع السدود المصرية، خاصة أن روسيا كانت الحليف الاستراتيجي، والأساسي في بناء السد العالي، بل وتساعد مصر في حل أزمة سد النهضة.

وكذلك وعلي صعيد الكهرباء، والذي يشكل أزمة قي الشارع المصري فإن هناك أيضا محاولة في دعم مصر في إنشاء تراجم نووي سلمي، يساهم في إنتاج الطاقة الكهربائية".

وأشار إلى أن هذه الملفات هي أجندات هامة جدا للرئيس الروسي خلال الزيارة، خاصة أن التقارب الروسي التركي بما كان به من اتفاقيات ذات دلالات مالية كبيرة، وشراء الغاز التركي بما يقرب ٧٠٪ من الاحتياطي الاستراتيجي التركي في الغاز في البحر المتوسط هام، خاصة بعد التقارب المصري اليوناني القبرصي في هذه الاتفاقية، وبالتالي فهناك مصالح مشتركة في حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط.

الجريدة الرسمية