رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء عبد الحميد خيرت: لـ«فيتو» تنسيق أمريكى- إخوانى للإرهاب في سيناء..التنظيمات الإرهابية تنفذ أهداف أجهزة المخابرات العالمية بالوكالة..الظواهرى والبغدادى صناعة غربية وسوف يتم القضاء عليهم


أمريكا ليست لديها رغبة حقيقية في القضاء على داعش، وإعلانها الحرب على هذا التنظيم يرجع إلى خروجه عن الدور المرسوم بما يهدد مصالحها» هذا قليل من حديث اللواء عبد الحميد خيرت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق، ورئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمنية والإستراتيجية، مع «فيتو».

واستبعد «خيرت» في حواره تنسيق الموساد الإسرائيلى مع التنظيمات المتطرفة للقيام بعمليات إرهابية بسيناء، كونها مهددة بالإرهاب مثل الدول العربية، كما أن التنظيمات الإرهابية تنفذ أهداف أجهزة المخابرات العالمية بالوكالة.. المزيد من التفاصيل المثيرة في نص الحـــوار:

> أثناء فترة خدمتك بأمن الدولة..هل تم رصد خيوط وعلاقات واضحة بين الجماعات الإرهابية والغرب؟
أبرز ما تم رصده قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وأيضا رصدنا تنسيق أمريكا وجهاز مخابراتها الـ «سى آى إيه» مع الإخوان في محاولات إدخال العناصر الإرهابية والمتطرفة إلى سيناء، فجزء كبير مما يحدث على الساحة الآن للأمريكان دور كبير فيه، والوضع الحالى يؤكد أن أمريكا ليست جادة في القضاء على تنظيم داعش ولم تقم حتى الآن بدور قوى وفعلى تجاه القضاء عليه، بل بالعكس، فما يتضح أن هذا التنظيم حصل على مساحات كبيرة وتحول من تنظيم ارهابى إلى دولة تمتلك مقومات وتنتحل صفة الإسلام، فأمريكا تعاملت مع داعش وأعلنت الحرب عليه لأنه خرج عن الإطار الذي وضعته له والذي يتعارض مع مصالحها كعدم الاقتراب من بغداد وأربيل، ولكن داعش تجاوزت الخطوط الحمراء، لذا قررت أمريكا الحرب عليها، والدليل على ذلك استقالة وزير الدفاع الأمريكى لأن إستراتيجية أمريكا في المنطقة تختلف تماما مع إستراتيجية التحالف الذي يخدمها ويتحرك من خلالها، فأصبحت هناك ازدواجية في الإستراتيجيات بسبب تضارب المصالح، حيث لا توجد خطة واحدة تحكم دول التحالف، وكل منهم له مصالح في المنطقة تتعارض مع المصالح الأمريكية، وقطعًا أوربا وأمريكا لن تمدا داعش بالسلاح وإلا ستُحاكمان أمام شعبيهما، ولكن أمريكا أخطأت في تقييم المنطقه بشهادة رئيسها نفسه باراك أوباما من أن الـ «سى آى إيه» أخطات في تقدير حجم داعش وقوة الجيش العراقى.

> إذا رسمنا خريطة للجماعات الإرهابية ابتداء من القاعدة ووصولا إلى داعش.. فكيف تكون ؟
الإخوان المسلمون هم أساس صنع الإرهاب والتطرف، وتنظيم القاعدة هو الإرهاب الأم بعد الإخوان، ومن مؤسسى فكر تنظيم القاعدة القيادى الإخوانى الأردنى عبد الله عزام، كما أن أسامة بن لادن حينما هرب إلى السودان اتجه إلى «حسن الترابى» وهو أحد قيادات الإخوان، وما يدلل على أن فكر الإخوان متطرف هو تبنيهم أفكار سيد قطب «أبو التكفير»، وعلينا أن نعلم جيدا أن التنظيمات الإرهابية الموجودة الآن ما هي سوى مسميات ولكنها أوجه مختلفة لجماعة الإخوان، وأتوقع أن تشهد المنطقة أجواء عنيفة في الفترة القادمة بعد حادث فرنسا الارهابى.

> ما الدور المخابراتى الذي تلعبه أجهزة المخابرات الغربية في التواصل مع الجماعات الإرهابية وتوظيفها ؟
أجهزة المخابرات هي التي تتعامل مع تلك التنظيمات الإرهابية بالحرب بالوكالة والتمويل والتنسيق المشترك لتحقيق أهدافها، وعلى سبيل المثال فإن زعيم داعش «أبو بكر البغداداى» وقائده العسكري عبد الحكيم بلحاج عندما قُبض عليهما في عام 2004 تم اعتقالهما في السجون الأمريكية، وأُطلق سراحهما في 2009، فكانت هذه الفترة هي إعداد وتدريب كى يقودا المرحلة التي تريدها أمريكا الآن، ولكنهما يؤديان دورا مؤقتا، وكل قيادات التنظيمات الإرهابية عملاء للغرب والسى آى إيه، ولابد أن تعيد دول أوربا وأمريكا قراءتها لسياساتها في المنطقة من جديد، والفترة القادمة ستشهد عمليات إرهابية أكثر مما نتخيل فهم يحصدون الآن ما زرعوه في الماضى.

> برأيك.. هل لا يزال الموساد يلعب دورا حقيقيا في دعم الإرهاب في سيناء؟
أظن أن ما تردد مؤخرا عن رصد المخابرات المصرية اجتماعات بين الموساد وقيادات إرهابية لاعادة العميات الإرهابية بسيناء أمر غير صحيح ولم يثبت صحة هذه المعلومة، فهناك خطر رهيب على إسرائيل، فأصبحت محاطة بالإرهاب الذي يهدد أمنها القومى مثلها كباقى الدول العربية، والدليل على ذلك مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلى فيما أطلق عليه «المسيرة الجمهورية بفرنسا ضد الإرهاب»، كما أن هناك مصادر إسرائيلية مسئولة رفضت السياسة الأمريكية في تدعيم ما يسمى بثورات الربيع العربى، وأكدت أنها ساهمت في إحاطة إسرائيل بالإرهاب، كما أنه في حالة وجود ما يهدد الأمن القومى المصرى بسيناء سيتدخل الجيش والإدارة المصرية فورا بعيدا عن اتفاقية السلام، وهذا لا يعنى عدم التزامنا بالاتفاقية بل دفاعا عن الأرض لأنه بالفعل هناك إرهاب حقيقى يهدد مصر والدول المجاورة بما فيها إسرائيل.

> من يقوم بدور الوسيط بين الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها؟
قطر كانت تلعب دورا كبيرا وأيضا تركيا هي حلقة الوصل بين أمريكا والجماعات الإرهابية، فالكثير من الدول لها مصالح في استغلال الجماعات الإرهابية في الحرب بالوكالة.

> ما الدور الذي يجب أن تقوم به أجهزة الأمن للقضاء على الإرهاب بدلا من مواجهة آثاره؟
مواجهة الإرهاب ليست عملية أمنية فقط، بل هناك جهات أخرى مسئولة عن ذلك، وعلى رأسها الأزهر الشريف الذي له دور كبير في مواجهة الإرهاب وحان الوقت لتصحيح الخطاب الدينى وتطويره، كما أن وزارة الأوقاف لابد أن يكون لها دور أكبر في السيطرة على المساجد لأن هناك العديد من المساجد ليست تحت سيطرتها، بالإضافة إلى ضرورة تطهير مؤسسات الدولة من عناصر الإخوان والذين يتبوءون مواقع قيادية بها، وعلينا الاعتراف أن الجماعة نجحت في أخونة كثير من مؤسسات الدولة وعلينا اتخاذ إجراءات لتطهيرها، كما أن وزارة الثقافة عليها أن تقدم الأعمال التي من شأنها حماية الهوية الوطنية المصرية، وأطالب بإصدار قانون للإرهاب لحماية الضباط، وضرورة عودة ضباط الأمن الوطنى المعنيين بمواجهة الإرهاب، حيث يجب أن يكون ملف الإرهاب في أيدى الأمن الوطنى لخبرتهم في هذا المجال وحتى تتفرغ إدارة البحث الجنائى بأعمال ضبط الشارع المصري.

> أسامة بن لادن والظواهرى والبغدادى وغيرهم..هل هم في الأساس صناعة غربية ؟
نعم هم بالفعل عملاء للغرب وصناعة غربية بحتة، وأمريكا صنعتهم لمواجهة الاتحاد السوفييتى ودعمتهم بالسلاح والمعلومات بالتنسيق مع العناصر الجهادية التي تحولت بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة، ولكنهم لن يستمروا طويلا، لأن لهم وقتا محددا، وتحت سيطرة أمريكا والتي ستنتهى منهم في المرحلة التي ترى أنها تحتاج بديلا فيها كما فعلت في بن لادن.

> وكيف ترى دعوة دول العالم لعقد مؤتمر عن الإرهاب في 18 فبراير؟
أعتقد أن هذا المؤتمر خطوة جيدة ولكنه سيخرج بقرارات تضع المنطقة العربية في أزمة حقيقية تحتاج إلى إدارة حكيمة لمواجهة هذه القرارات حتى لا تتحمل الدول العربية والإسلامية نتاج الأفعال الإرهابية، وعلينا الاعتراف بوجود الإرهاب والتطرف بالفعل، ولابد من تطوير المناهج العربية والإسلامية ونزع هذه الأفكار منها، فالمرحلة القادمة ستكون مواجهة أفكار متطرفة وليست مواجهة حركة بعينها.
الجريدة الرسمية