رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا سنستقبل بوتين غدا!


ليس ممكنا للظروف الأمنية استقبال بوتين استقبالا شعبيا كبيرا والاصطفاف على طول الطريق ويسير موكبه يحيى الجماهير كما كان يحدث في السابق.. بل لابد من تأمين موكبه إلى أقصى درجة.. حيث إن هدف الأعداء إفساد الزيارة موضوعا وشكلا.. لكن المصريين يريدون استقبال الرجل استقبالا لا يليق به فحسب.. وإنما أيضا استقبالا يليق بالأمل المعقود عليها.. واستقبالا على قدر استقبال السيسي في روسيا.. واستقبالا يليق بالعلاقات التاريخية مع روسيا والتي لها في كل مصر طولا وعرضا دليل وأثر.. مصانع كبرى وعلامات لا تمحي سجلت بحروف من النور والدم في معارك مصر قديمها قبل جديدها..


لكن سيقول البؤساء من الناس: إن هذه الدول لا يجدي معها مثل هذه الأمور العاطفية! ونقول: لا يجدي معها القبلات والأحضان والضحكات الفارغة.. إنما ما نتحدث عنه هو اقتراب الشعوب من بعضها والضغط المعنوي على قيادات البلدين إلى إنجاز التعاون الاستراتيجي بأقوى وأسرع ما يمكن والضغط ليتسع التعاون ليشمل الحرب على الإرهاب بكل قدرات ممكنة وليتمدد ليشمل التعاون من أجل إنقاذ سوريا ويتوسع ليشمل التأهيل العاجل لكل مصانع الخمسينيات والستينيات التي قفزت بمصر قفزات تصنيعية كبيرة ولا تزال قاعدة مهمة أهملت طويلا وتحتاج للنفخ فيها من روح التعاون المصري الروسي!

كيف إذن يمكن ذلك؟ وكيف يمكن إنجازه من دون النزول للشارع؟ أربعة إجراءات يمكن فعلها كلها في وقت واحد وربما انطلقت عند البعض فور قراءة هذه السطور وهي:

- أن يشتعل الفيس بوك يومي الزيارة بصور القيصر الروسي الجديد.. بوتين!

- أن تحصل الأحزاب والهيئات والجمعيات أن إمكن على موافقات بالذهاب إلى حيث مقر المباحثات لتحية الزعيمين.

- أن تذهب وفود الهيئات السابقة مع وفود شعبية جماعات وأفراد إلى مقر السفارة الروسية بالقرب من شيراتون القاهرة للترحيب بالضيف الكبير والتعبير عن ذلك في سجل التشريفات إن سمحوا بذلك والتظاهر للترحيب إن أمكن وبعد الحصول على الموافقات المطلوبة.

- لتتزين القاهرة قدر الإمكان بالعلم الروسي ولترفع على شرفات الهيئات والمؤسسات الخاصة والعامة.. الحزبية وغير الحزبية.. وفي البيوت والطرقات.

على المصريين التحلي بالقدرة العملية على دعم بلادهم وليس بالاكتفاء بالثرثرة على الفيس بوك وتويتر والأندية والمقاهي.. وعليهم دعم بلادهم بإجراءات بسيطة وهم في أماكنهم كتحويل صور صفحاتهم الشخصية واستبدالها كما قلنا بصور ضيف مصر والتأكد أنها رسالة مهمة وقوية لأعداء مصر وبعث الحياة في العلاقات بين دولتين إحداهما عظمى والأخرى عظمى إقليميا.. وكلاهما في حاجة إلى العلاقات البينية وكلاهما تحاصره أمريكا وتعاقبه وتتعقبه وكلاهما يحارب الإرهاب وكلاهما يتطلع إلى العودة ببلاده إلى الحجم الذي كانت عليه.. ففورا.. ساعدوا بلدكم وليعلم الحاضر منكم الغائب وانشروا الخطوات السابقة إن استطعتم وهذا أضعف الإيمان الوطني!
الجريدة الرسمية