رئيس التحرير
عصام كامل

«هاكان فيدان» رجل المهام القذرة لـ«أردوغان».. نجح في تركيع المعارضة وقمع أعداء النظام.. شن سلسلة اعتقالات انتقامًا للرئيس العثمانلي.. و«رجب» يقنع رئيس المخابرات بالاستقال


شغل "هاكان فيدان" رئيس الاستخبارات التركية، منصب مستشار أردوغان قبل تعيينه رئيسا للمخابرات في عام 2010، واتهم بدعم المنظمات الراديكالية في سوريا وتنمية نفوذها، وصولا إلى تسليم جواسيس إسرائيليين لإيران، ووصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"حافظ أسرار الدولة"، وعمل على إعادة توجيه نشاط المخابرات بما يتلاءم مع مشاريع أردوغان الإقليمية.


ثورات الربيع العربى
يعتبر "فيدان" لاعبا رئيسيا في كثير من الأحداث التي تدخلت بها تركيا في الآونة الأخيرة، بما في ذلك دورها في ثورات الربيع العربي وموقفها الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية، ووقوفها ضد رغبة الثورة المصرية في 30 يونيو.

زيارته لمصر
كشفت صحيفة المونيتور الأمريكية، أن فيدان زار مصر قبل 15 يوما من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، في إطار الاتصالات التي كانت تجريها الحكومة التركية مع جماعة الإخوان حينئذ، حيث التقى بالرئيس المعزول محمد مرسي لبحث الأوضاع بمصر والتي وصفها بالحرجة، واستضافت تركيا مؤتمرًا لقيادات التنظيم الدولي للإخوان، في إسطنبول، واجتمع فيدان مع قادة الإخوان للتحريض ضد النظام المصري الحالي والجيش وعدد من الإعلاميين المصريين، وبحث تدويل قضية محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.

مواقف مثيرة للجدل
ومن بين مواقف فيدان المثيرة للجدل، توجهه نحو الأزمة السورية، حيث يرى أن التسليح المباشر والنوعي للمعارضة السورية هو الحل الوحيد، كما أنه وجه جهوده لذلك بالفعل من خلال السماح للسلاح والمال والدعم اللوجستي بالوصول للثوار السوريين من خلال الحدود التركية.

ملفات إقليمية
يعد فيدان القوة الدافعة الحقيقية وراء دور تركيا في العديد من الملفات الإقليمية، واعتبره الأمريكيون وجه الشرق الأوسط الجديد، وفقا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، مشيرة إلى أن المفاوضات التي جرت بين فيدان وقادة حزب العمال الكردستاني التي عقدت في أوسلو، تمخضت عن اتفاق مصالحة تاريخي بين الجانبين، إلا أنهم أوصوا بالحذر عند التعامل معه، وكان صعود فيدان الملحوظ رافقه تراجع في نفوذ الولايات المتحدة في تركيا، إذ كانت واشنطن الحليف العملاق لأنقرة خاصة من الناحية العسكرية، مما جعل الجيش التركي ثاني أكبر جيش بقوات حلف شمال الأطلسي.

تنفيذ الخطط
لكن بعد أن استطاع أردوغان إخضاع جنرالات الجيش التركي له، تراجعت العلاقات بين البلدين، وأصبح "فيدان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" هما من ينفذان خطط أردوغان لتوسيع نطاق ريادة بلادهم بمنطقة الشرق الأوسط وفقا لمسئولين أمريكيين حاليين وسابقين.

فضيحة أردوغان
ووفقا لأن فيدان رجل أردوغان المخلص الذي يعمل على تركيع المعارضة التركية وقمع أعداء أردوغان، حيث شن سلسلة من الاعتقالات انتقاما لفضيحة فساد تورطت فيها الدائرة المقربة من أردوغان العام الماضي، ولعب فيدان دورا مهما في محاولة وقف التنصت على الاتصالات السرية للدولة أثناء فضيحة الفساد.

الترشح في انتخابات البرلمان
ومن المتوقع أن يخوض فيدان تجربة سياسية جديدة بعدما قدم استقالته من منصبه، وذلك للترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تجري في السابع من شهر يونيو المقبل.

وأفادت مصادر من رئاسة الوزراء التركية، بأن "فيدان" قدم استقالته إلى رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، وأن "داود أوغلو" قَبِلَ الاستقالة، وقال عنه أوغلو: "سيعمل فيدان بأفضل شكل ممكن في أي منصب يشغله".. كما وصف فيدان بأنه "شجاع وباسل".

ونقلت وكالة "رويترز" عن المسئولين، أن مستشار النظام العام والأمن "محمد درويش أوغلو"، سيخلف "فيدان" على الأرجح في رئاسة المخابرات التركية.
الجريدة الرسمية