رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحارب أمريكا الإرهاب؟


الكذب من الصفات المرفوضة والكريهة بوجه عام، خاصة عند الشعب الأمريكي، وقد كانت فضحية الرئيس كلينتون ليست لعلاقاته الغرامية بمونيكا وغيرها، ولكن لكذبه في إنكار هذه العلاقة.

وعلى العكس من بعض الشعوب التي تعتبر الكذب من اللمم، رغم أن رسولنا اعتبر أن المؤمن لا يكذب ويعللون الكذب بأسباب واهية الكذب السياسي والكذب للمصلحة والكذب للإصلاح بين الناس وهو الكذب الأبيض.

ويبدو أن الأمريكان قد تعلموا الكذب من أصدقائهم الإخوان، فأصبحوا يتنفسونه مثلهم، فقد اتهمت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، وزارة الخارجية بالكذب حول اللقاء الذي استضافته مؤخرا داخل أروقتها مع قيادات من تنظيم الإخوان رغم إنكار المتحدثة باسمها في البداية، ثم اعترفت بعد ذلك، مدعية أنه لم يكن لديها المعلومات الدقيقة.

قول مأثور في إحدى المسرحيات «أقفل الشباك ولا أفتح الشباك» بشيء محير.. هل تحارب أمريكا الإرهاب أم تدعمه؟، وإذا كانت تجاربه مع حلفائها في ليبيا فلماذا تدعمه في مصر بدعمها جماعة الإخوان واحتضان أوباما لتظيم الإخوان الإرهابي وجهوده المستمرة لتمكنيه رغم ما يراه العالم من تبنيه هو وتوابعه من فرق الإرهاب المولودة من رحمه؟

أوباما يدعم الإرهاب ولا يحاربه لأنه يدعم الإخوان الذين لا يخفون نيتهم في حرب طويلة بلا هوادة، لقد بدأ دعمه لهم منذ بداية ولايته الرئاسية الأولى حينما دعت إدارته قيادات التنظيم لحضور خطابه الشهير في جامعة القاهرة عام ٢٠٠٩، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع الود والتواصل حتى الآن.

هل يتخيل أوباما كما تتخيل الجماعة أن هناك أي فرصة للعودة مرة أخرى لحكم مصر؟، ألا يرى سيادته رفض المصريين وشعوب الشرق الأوسط كلها للإخوان؟، ألم يصل في سمعه وبصره الملايين التي هبت في ٣٠ يونيو في أكبر مظاهرة في تاريخ البشرية لتخلع مرسي وتتحرر من كابوس جثم على صدورنا طوال عام كامل ولتفسد على سيادته المؤامرة الكبرى التي خططوا لها منذ سنين؟

صدعتوا رءوسنا بالحديث عن الديمقراطية، واتهمتنا منظماتكم المشبوهة صهيونية الهوى بالتعدي على حقوق الإنسان، أليس من الديمقراطية وحقوق الإنسان أن يختار كل شعب من يحكمه؟ أليس من الديمقراطية وحقوق الإنسان أن نرفض التدخل في شئوننا الداخلية؟
الجريدة الرسمية