رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «فيتو» تكشف في مغامرة مثيرة «زبالة الفنادق طعام الغلابة».. كيلو اللحم بـ25 جنيها ووجبة الفراخ بـ7 جنيهات و«الكوارع الجملى» بـ 5 جنيهات.. فتافيت التورتة والجاتوه


بعيدا عن صخب السياسة وضجيجها، ورائحة الدم والعنف والإرهاب في طول البلاد وعرضها.. يعيش بعض المصريين ذل الحياة ومرها.. يبحثون عن لقمة عيش حتى لو كانت مغموسة في أكوام القمامة.. عن قطعة لحم حتى لو كانت فاسدة.. وعن بعض الحلوى حتى لو كانت غير صالحة.. هنا في سوق “الجمعة” بإمبابة يجد الفقير ومحدود الداخل المقدمين.. وجبات دجاج تباع على الأرصفة.. كوارع جمال وماعز مغطاة بالأتربة.. هنا تورتة وجاتوه وبيتزا من مخلفات الفنادق وحفلات الكبار.. هنا لحوم مجهولة المصدر بأرخص الأسعار في غياب مريب لشرطة التموين وجميع الجهات المعنية بحياة وصحة المصريين.


“فيتو” قررت خوض التجربة وقامت بجولة في “سوق الجمعة” ورصدت بالكلمة والصورة، أطعمة الغلابة الذين يعيشون على الهامش وأنواعها وأسعارها.. واستمعت إلى البائعين وهم يروجون بضائعهم، وإلى الزبائن من الفقراء والمعدومين وأسباب إقبالهم على هذه السوق.. وكشفت تفاصيل مذهلة عن مصادر اللحوم والأغذية الفاسدة وطرق إعادة تعبئتها وتغليفها تمهيدا لبيعها بأسعار زهيدة.. كل هذه التفاصيل وغيرها تحملها السطور التالية..

سوق الجمعة
بدأت رحلتنا في ساعة مبكرة من الصباح.. حملنا أوراقنا وكاميرا التصوير وتوجهنا إلى سوق “الجمعة” بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.. ما إن وصلنا حتى فوجئنا بطوفان من البشر من كل الفئات والأعمار.. بصعوبة بالغة شققنا هذا الزحام الشديد وبدأنا نتجول في السوق بحثا عن بقايا الأطعمة والمنتجات الغذائية الصالحة وغير الصالحة، والتي تباع للغلابة و”أصحاب العيال” بأسعار زهيدة..

 شاهدنا تلالًا من أرجل الجمال والماعز، ملقاة على الأرض وسط الأتربة وأكوام القمامة والذباب يغطيها تقريبا، وأمامها يجلس طفل عمره لا يتعدى العشر سنوات.. اقتربنا منه وسألناه ماذا يفعل في هذه السوق المزدحمة وما أسعار بضاعته ومن أين يحصل عليها ومن هم زبائنه؟ فأجاب قائلا: “أنا أبيع كوارع الجمال والماعز، والأرجل التي أمامى هي بضاعتى.. رجل الجمل بخمسة جنيهات ورجل الماعز بجنيه واحد فقط.. والدى هو الذي يتولى إحضار البضاعة وغالبا يكون مصدرها الأهالي الذين يذبحون الجمال والماعز خارج السلخانة ويأخذ منهم “الكوارع” بأثمان زهيدة للغاية.. يبدأ عملنا في سوق الجمعة بعد صلاة الفجر مباشرة، حيث نحضر “البضاعة” على عربة كارو ثم نضعها على الأرض ونعرضها للبيع بأسعار رخيصة.. أما الزبائن فهم كثيرون ويقبلون على شراء هذه الأرجل بكميات كبيرة لإعداد “شوربة الكوارع”..

 أمام نفس الطفل شاهدنا بعض الأواني وأكياس البلاستيك بها “ أمعاء الحيوانات” وأيضا يغطيها الذباب وتفوح منها رائحة كريهة نفاذة، أكد البائع الصغير أنه لا يعرف مصدرها ولكنه يبيع الكيلو منها بعشرة جنيهات وأيضا يقبل عليها الناس بشدة. وأكد أنه متواجد في السوق مع والديه وأشقائه الذين يجلسون في مناطق متفرقة بذات البضائع.. وأثناء حديثنا معه سمعنا صوتا جهوريا غليظا يأتى من الجانب الآخر للسوق، يقول: “ فيه إيه يا واد انت بتبيع ولا بتحكى؟”.. فأجابها باستخفاف شديد: “لا يا امه مفيش حاجة دول زباين باين عليهم رايقين وبيتدلعوا””.

كيلو اللحمة بـ “25 جنيها”
لم نستطع احتمال الرائحة أكثر من ذلك فتركنا البائع الصغير وانصرفنا، ثم سمعناه ينادى علينا قائلا: “لو عاوزين تشتروا تعالوا وهنتفاهم في السعر”.. على بعد أمتار قليلة من بائع الكوارع، شاهدنا شيئا غريبا لم يخطر على بالنا قط.. كمية كبيرة من اللحوم البلدية ملقاة على الأرض وسط الأتربة، وكمية أخرى موضوعة على “تربيزة” وعليها إعلان تسعيرة مكتوب عليه “25 جنيها كيلو اللحمة البلدى”.. لاحظنا أنها لا تحمل أي أختام ما يؤكد أنها مذبوحة خارج السلخانة، واستغربنا من سعرها الزهيد مقارنة بالأسعار في محال الجزارة..

 اقتربنا من البائع الذي كان يحمل ساطورا كبيرا وينادى على بضاعته قائلا: “تعال يا غلبان.. كيلو اللحمة بخمسة وعشرين”.. سألناه بحذر شديد عن سر انخفاض سعر بضاعته.. فضحك في تفاخر وزهو واضحين وأجاب: “ هدفنا توفير اللحوم للمواطن الغلبان ومحاربة جشع الجزارين.. وهذه اللحوم هي من البقايا التي لا تباع في محال الجزارة.. نشتريها بسعر رخيص يتراوح ما بين 15 و20 جنيها، ثم نبيعها بهامش ربح بسيط للفقراء الذين لا يستطيعون شراء اللحوم مرتفعة الأسعار، أيضا هناك بعض الناس الفقراء، يجمعون لحوم الصدقات خلال عيد الأضحى وغيره من المناسبات، ثم يأتون لبيعها في السوق ونشتريها منهم ونعيد بيعها لآخرين”..

سألناه عن كيس كبير موضوع أمامه وبه لحوم شبه مفرومة، فقال إنها “فتافيت” يتم جمعها من المجازر ومحال الجزارة، وهى التي تتخلف من عمليات السلخ وتقطيع اللحوم، ثمن الكيلو منها لا يتجاوز الـ10 جنيهات.. البائع الذي بدأ يشك فينا راح يؤكد أن اللحوم سليمة وصالحة للاستخدام الآدمى ولم يشك أحد منها نهائيا خلال فترة عمله في سوق “الجمعة” التي تمتد لسنوات طويلة.. بصعوبة بالغة تمكنا من الانصراف من أمام بائع اللحوم، بعد أن أقنعناه بأن تفاوت السعر هو الذي دفعنا للحديث معه، وقبل أن نبتعد سمعناه يقول لنفسه بصوت واضح: “ شكلكم من مباحث التموين يا ولاد اللذينة”.

وجبات فراخ وتورتة وجاتوه بأرخص الأسعار
مع مرور الوقت.. ازداد الازدحام في سوق “الجمعة” وبدأت أصوات البائعين تتعالى معلنين عن بضائعهم.. من بين هذه الأصوات ميزنا صوتا نسائيا يقول: “يلا بسبعة جنيهات.. وجبة الفراخ بسبعة جنيهات بس يا بلاش”.. توجهنا إلى مصدر الصوت فوجدنا سيدة في الأربعينات من عمرها وأمامها كمية كبيرة من “صدور وأوراك” الفراخ المطهية، موضوعة على “قفص” وبجوارها صينية بلاستيك مملوءة بالمخللات..

سألنا البائعة عن الأسعار، فقالت “أي وجبة عبارة عن ورك أو صدر فرخة ورغيفين عيش وطرشى بسبعة جنيهات”.. سألناها عن مصدر هذه المأكولات، فنظرت إلينا باستغراب وريبة شديدين ولم تجب وواصلت النداء على بضاعتها.. على الجانب الآخر من الشارع وفى مواجهة بائعة وجبات الفراخ، لاحظنا زحاما شديدا على نوع من المأكولات لم نستطع تمييزه في البداية.. اقتربنا من البائعة وسألناها ماذا تقدم للزبائن، فقال إنها تبيع تورتة و”جاتوه” من إنتاج أكبر وأفخر المحال ومن أحسن الماركات ثم رفعت كيسا بلاستيكيا يغطى كومة من بضاعتها، وقدمت لنا بعضا منها وهى تقول: “ جرب قبل ما تدفع”..

اكتشفنا أن هذه البضاعة عبارة عن “فتافيت” وبقايا من التورتة والجاتوه، تم تجميعها من أماكن مختلفة وبعضها غير صالح للاستهلاك الآدمى، ويباع هذا النوع من الحلويات بـ “13” جنيها للكيلو الواحد.. أثناء وقوفنا أمام البائعة حضر بعض الزبائن للشراء وتحدثوا مع البائعة بطريقة تؤكد أنهم يعرفونها منذ فترة، وتبين من خلال النقاش بينهم أن مصدر هذه الحلويات من مخلفات الفنادق الكبرى والمحال الشهيرة.. سأل أحد الزبائن عن “بيتزا”، فأحضرت له البائعة صندوقا ورقيا لإحدى ماركات البيتزا الشهيرة، وقدمته له مقابل 10 جنيهات مؤكدة أنها من أجود الأنواع ويصل سعرها في المحال إلى 70 جنيها.. زال استغرابنا تماما من هذا الموقف عندما علمنا أن هذه البيتزا مثلها مثل وجبات الفراخ وبقايا التورتة والجاتوه، هي من مخلفات وبقايا المحال والفنادق الكبرى.

الأهالي: العين بصيرة واليد قصيرة
أثناء تواجدنا في سوق الجمعة بإمبابة.. تحدثنا مع بعض الأهالي الذين يقبلون على شراء اللحوم وأرجل الجمال والماعز، وبقايا التورتة والجاتوه والبيتزا والوجبات الجاهزة، على الرغم من علمهم أنها مجهولة المصدر وربما تتسبب لهم في أمراض خطيرة.. حديثنا الأول كان مع سيدة في الخمسينات من العمر قالت إن اسمها “أم عمرو”، وهى أرملة ولها 4 من الأبناء ولا تستطيع شراء اللحوم من محال الجزارة: “نجيب منين.. العين بصيرة واليد قصيرة.. هنا في سوق إمبابة كل حاجة رخيصة.. صحيح هي مش حلوة بس أحسن من مفيش”..

السيدة التي تركت هموم وأعباء الحياة آثارا واضحة على وجهها، أضافت أنها تحضر إلى هذه السوق أسبوعيا، تشترى منها بعض اللحوم وكيلو من بقايا التورتة والجاتوه، وبعض المستلزمات الأخرى، ولم يحدث أن أصيب أي من أولادها بأى أمراض جراء تناول تلك الأغذية.. وأمام بائعة الجاتوه تحدثنا مع سيدة أخرى بدت عليها علامات الرضا بما اشترته من لحوم ومأكولات من السوق، وأكدت أنها بخمسين جنيها فقط يمكنها شراء كيلو لحمة، ونصف كيلو جاتوه، وبعض الفواكه والخضراوات وغيرها من مستلزمات المنزل.. وأضافت: “الناس هنا غلابة وأى حاجة بتفرح العيال ومحدش بيفكر بقى دى منين.. المهم ياكلوا لحمة زى الناس وخلاص.. مش لحمة وبس وتورتة وجاتوه كمان”.

أما “محمود.ع” فقال: إنه عامل باليومية.. يعمل يوما ويتعطل أياما طويلة، ولا يستطيع تدبير نفقات أطفاله الضرورية، وظروف عمله تقتضى بقاءه خارج المنزل لساعات طويلة، وفى يوم الجمعة يحضر إلى السوق لشراء وجبة فراخ بسبعة جنيهات وهى وجبة اللحوم الوحيدة التي يأكلها طوال الأسبوع.. محمود أضاف: أن أوضاع الناس الغلابة تزداد سوءا يوما بعد يوم والحكومة أسقطتهم من حساباتها، وبعضهم يعيشون كالأموات.. لا يجدون ما يسدون به جوعهم وجوع أطفالهم، ومن ثم فإنهم لن يفكروا في مصدر اللحوم وهل هي ملوثة أم لا، ولن يسألوا عن بقايا الجاتوه والتورتة.. المهم أن يملأوا بطونهم ويطعموا أفواه صغارهم الجياع.

خناقة.. ومباحث
قررنا أن ننهى جولتنا في سوق “الجمعة” في إمبابة والاكتفاء بما حصلنا عليه من تفاصيل ومعلومات وصور، وقبل أن نخرج من المكان شاهدنا سيدة تضع كميات كبيرة من بقايا و”فتافيت” التورتة والجاتوه أمامها وتبيع الكيلو الواحد بثمانية جنيهات فقط، ورغم ذلك لا يقبل أحد على الشراء منها.. دفعنا الفضول للتحدث مع البائعة عن سر عزوف الزبائن عنها مقارنة بزميلتها الأخرى، فقالت: إن زميلتها تعمل في السوق منذ فترة طويلة، ولها زبائنها الذين يحضرون لها خصيصا وأضافت: “دى أرزاق وكل واحد بياخد رزقه.. البضاعة بتاعتى حلوة ومضمونة.. دى من الفنادق الكبيرة”..

قدمت لنا البائعة قطعة جاتوه صغيرة وطلبت منا تذوقها وعندما رفضنا، أثيرت في نفسها الشكوك خصوصا بعد أن سألناها عن كيفية حصولها على البضائع من الفنادق.. تغيرت ملامح وجهها وارتفع صوتها وهى تقول: “إنتوا مين وبتعملوا إيه في السوق؟ شكلكم مباحث أو من التموين أو الصحة وعاوزين تخربوا بيتنا وتقطعوا عيشنا”.. خلال ثوان معدودة تجمع حولنا عدد كبير من البائعين والزبائن، وحدثت حالة من الهرج والمرج في السوق، وراح البائعون يحملون بضائعهم ويفرون من المكان وهم يحذرون بعضهم البعض قائلين “مباحث.. مباحث”..

أصبحنا في موقف لا نحسد عليه بعد أن انكشف أمرنا وكاد البائعون أن يفتكوا بنا رغم التأكيد أننا لسنا من المباحث أو البلدية أو أي جهة حكومية.. ثم كانت الطامة الكبرى عندما اكتشفوا أمر المصور وضبطوا الكاميرا معه.. فجأة ظهر من بينهم أحد العقلاء واقترح أن يسلمنا إلى قسم الشرطة.. تم احتجازنا في منزل قريب من السوق إلى أن حضر رجال الشرطة واصطحبونا في “البوكس” إلى القسم، وهناك كشفنا لرئيس المباحث عن هويتنا وعن طبيعة المهمة التي كنا ننفذها.. تفهم الأمر وسألنا عما إذا كنا نرغب في تحرير محضر بما حدث أم لا، ففضلنا عدم تحرير أي محاضر، والاكتفاء بعرض ما حصلنا عليه من تفاصيل وصور على صفحات “فيتو” علها تصل إلى المسئولين في محافظة الجيزة ووزارتى الصحة والتموين، ليتخذوا من الإجراءات ما هو مناسب لحماية أرواح المواطنين “الغلابة” في المناطق الشعبية، والذين اضطرتهم الظروف إلى تناول الأطعمة الفاسدة والملوثة، واللحوم مجهولة المصدر.

هنا مصدر الأغذية الفاسدة
لم تتوقف رحلة البحث في عالم “أغذية الرصيف الفاسدة والملوثة” عند هذا الحد، بل واصلنا البحث عن المصدر الأساسى لها ومراحل إعدادها للبيع في الأسواق الشعبية.. لم تطل عمليات البحث كثيرا وسرعان ما اكتشفنا أننا سبق وأن نشرنا موضوعا عن مقلب قمامة ضخم وسط صحراء “شق الثعبان” بمنطقة دار السلام بالقاهرة.. وهو المكان الذي اختاره عدد من الفنادق الكبرى للتخلص من بقايا الأطعمة والحلويات والعصائر، وغيرها من المأكولات والمشروبات التي تقدم للنزلاء أو مخلفات الحفلات.. في هذا المكان تجد كل الأطعمة.. بقايا وجبات لحوم ودواجن وأسماك وأرز ومكرونة من كل الأشكال والأنواع، وعصائر مختلفة من إنتاج شركات محلية وعالمية وكاتشب ومايونيز..

هذا المكان يعد كنزا ثمينا لجامعى القمامة في المنطقة، فينتظرون السيارات المحملة ببقايا ومخلفات المناطق في ساعات مبكرة من الصباح، وبعد أن تفرغ حمولتها، يبدأ الزبالون في فرز المقلب بدقة وصبر شديدين.. ويتم تقسيم الأغذية حسب النوع، بحيث توضع الحلويات من بقايا التورتة والجاتوه مع بعضها، وكذلك الحال مع العصائر بجميع أنواعها والكاتشب والمايونيز والطحينة، والجبنة والتونة.. تنتهى أعمال الفرز هذه مع أذان الظهر تقريبا، وفى نحو الواحدة يأتى التاجر الذي سيشترى المقلب ويعاين البضاعة ثم يدفع السعر المتفق عليه مع أحد كبار المعلمين المتخصصين في جمع القمامة، ويضع المواد الغذائية على عربة كارو يجرها حمار، وينقلها إلى مكان آخر تجرى فيه عملية إعادة التعبئة والتغليف.. تقوم بهذه العملية مجموعة من السيدات والفتيات حيث يتم تفريغ بقايا الطعام في آنية كبيرة..

 فمثلا تضع بقايا الكاتشب كلها في إناء واحد وتتولى بعض الفتيات مهمة غسل الزجاجات الفارغة، ثم تبدأ عملية إعادة التعبئة يدويا، ونفس الأمر يتكرر مع المايونيز والطحينة والعصائر بجميع أنواعها.. أما بقايا التورتة وقطع الجاتوه، فيتولى فريق آخر من النساء مهمة إعادة تهذيبها وتغليفها في أوراق مزركشة ولامعة، وفى بعض الأحيان يتم الاكتفاء بالتهذيب فقط دون التغليف.. وبالنسبة لبقايا الزبادى واللبن والجبنة والتونة، فيتم نقلها إلى مصانع صغيرة تحت بير السلم ويعاد تصنيعها وتعبئتها في عبوات أخرى..

 بعد انتهاء عمليات التعبئة والتغليف.. تبدأ مجموعة من الأطفال خصوصا الفتيات في عرض المنتجات على الأرصفة وفى الشوارع الضيقة المزدحمة بالمارة.. وبعض البضائع يتم نقلها إلى الأسواق في المناطق الشعبية والعشوائية وبيعها إما لتاجر جملة أو قطاعى من خلال عرضها على فرش صغير في أسواق قريبة من المنطقة وأخرى بعيدة عنها، ومن هذه الأسواق سوق الأحد في منطقة بيجام بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسوق الثلاثاء بالمرج، والجمعة في منشأة ناصر، بالإضافة للأسواق المنتشرة في منطقة دار السلام، وفى محافظة الجيزة تنتشر هذه المنتجات في أسواق منطقة إمبابة، وبالطبع تباع بأسعار زهيدة للغاية لإغراء الزبائن..

فمثلا زجاجة الكاتشب لا يزيد سعرها على جنيه ونصف الجنيه، وزجاجة المايونيز بجنيهين فقط.. وعلبة العصير أيا كان نوعها بجنيه واحد.. وعبوة الجبنة أو التونة تتراوح ما بين نصف جنيه وجنيهين.. أما التورتة كبيرة الحجم فلا يزيد سعرها على العشرة جنيهات.. وقطعة الجاتوه بجنيه واحد، وقد يزيد السعر أو ينقص قليلا حسب إقبال الزبائن على المنتجات.. وبالطبع يقبل الغلابة من سكان العشوائيات على الشراء دون أن يدركوا أنهم يأكلون سموما قد تقتلهم أو على الأقل تصيبهم بأخطر الأمراض.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية