«العلم الأسود» علامة الجماعات المتطرفة.. من راية المسلمين في الحروب إلى رمز الإرهاب في العالم.. «القاعدة» أول من استخدمته.. «داعش» يكمل المسيرة.. و«خبير نفسى»:
قطعة قماش سوداء مكتوب عليها الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله، راية يعرفها جيدا كل من انضم إلى الجماعات التكفيرية والمتشددة وتعرفها جيدا الأجهزة الأمنية فأينما ظهرت فى منطقة يعنى حالة الاستنفار الأمنى لمعرفة كيف وصلت تلك الرايات التى تخفى ورائها كل شر.
العلم الأسود هو علم معظم الجماعات المتطرفة بداية من القاعدة وحتى داعش مرورا بتنظيم بيت المقدس وأنصار الشريعة، نفس اللون ونفس العبارات التى لا تتغير رغم تغير المكان والزمان.
من راية للمسلمين لرمز الإرهاب
وبدأ استخدام العلم الأسود كراية فى عصر الرسول صلي الله عليه وسلم، كما يؤكد تاريخ الإسلام للإمام الذهبى أن الراية فى غزوة بدر كانت سوداء ومكتوب عليها الشهادتين فقط وهى الراية التى حارب تحتها المسلمين بداية من غزوة بدر وحتى الدولة العباسية وكان حامل الراية لا بد أن يكون أحد الفرسان البواسل لأن فى سقوطها هزيمة معنوية للجيش وكان أشهر من حمل الراية سيدنا جعفر ابن أبي طالب.
عادت تلك الرايات فى العصر الحديث على يد حركة طالبان فى سبعينات القرن الماضى وكانت لونها أبيض مكتوب عليها الشهادتين إلا أن جاء تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن واعتمد اللون الأسود لونه الأساسى لتحذو حذوه كافة الجماعات الإرهابية فى ذلك الوقت وعلى رأسها الجماعة الإسلامية التى نشرت رايتها السوداء بعد مقتل الرئيس أنور السادات فى ظل محاولاتهم لإقامة الدولة الإسلامية على حد زعمهم .
داعش "آخر العنقود"
لم ينتهى استخدام الرايات السوداء بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" أن الراية السوداء هى رايته الأساسة وفعلت بالمثل كل الجماعات المتطرفة التى بايعت داعش لتظهر تلك الرايات مرة أخرى فى الساحة المصرية .
تخلف ومتاجرة بالدين
لماذا اللون الأسود بالتحديد ولماذا يصرون على نفس الكلمات وهى الشهادتين فى كل راية لهم وهو ما يحلله الدكتور محمد فرويز أستاذ علم نفس فى جامعة عين شمس، بقوله إن تلك الجماعات تستخدم العلم الأسود لإخافة عدوهم لأنهم يعتقدون أن هذا اللون هو لون المهابة والوقار بينما فى علم الألوان يرمز الأسود إلى عصور التخلف والظلام والاستعمار.
وأضاف "أن الأصرار على كتابة الشهادتين هى نوع من المتاجرة التى تصر عليها تلك الجماعات التى تتحدث باسم الدين فى كل زمان ولذلك هم يصرون عليها حتى إذا تم مهاجمتهم يقولوا أنهم لم يرفعوا سوى راية الله ورسوله وهذا نوع من أنواع المزايدة التى تجيدها تلك الجماعات.