رئيس التحرير
عصام كامل

من الجحيم أُحَييكم!.. قصيدة لـ«أميرة الوصيف»


من الجحيم أُحَييكم
مَن منكم يرانى الآن ؟!
لا أحد يَنطق !
حتى الأرواح مُوصَدة
صديقتى
تُدَلل غدها بزهرة بَنفسج
وجدتى
تختبر مذاق الطعام

وقطتى
كعادتها
تتثاءب في مَلل
وجارنا الأجش
ما زال يُقَلد
الببغاء
ورجل الحكومة
ما زال مُتدثرًا
بورقِ الجريدة
ومازال يُفَضل التنكُر
في صفحة نجوم المجتمع !
يا قوم
أنا هنا
أطوف السماء
أتلذذ بهواء رئتيها
وأرمقكم بحذر
ولهفة
وأين أنتم مني ؟
ومَن منكم يرانى الآن ؟!

حبيبي
يرتدى الوجع الثقيل
ويُمَنى نفسه
بعروس البحر
ولا تأتيه !
ورجل الدين
يَدعى الحصافة
نهارًا
وليلًا يفتح ذراعيه
لراقصة الحي

فرائض العشق
تذوب في فمي
والوقت
يُضرِم النيران حولي
ولِمَ الخوف ؟
وأنا السرَاب ؟
مَن منكم يرانى الآن ؟

زنجية
تقفز للأعلى
بالشارع العريض
تُمسِك بأبعد نجم
وتضعه
بين خصلات
شعرها الثائر
وتُسائل نفسها
في همس
"هل يليق بي" ؟
وقبو دخيل
على دنيا الجمال
لا يستقيم معه التأمل
يصرخ من داخله
أربعينى
أفقده العمر
حركته
وبات ساكنًا
يئن!
بالمتحفِ الأثري
يألف الزمان
"الذكريات"
يراها
بعين الرضا
عامل فقير
بَلل البكاء قلبه
وتَحَرق فؤاده
أسفًا
يشيح بوجهه
عن اللذة
ويُلقى بنفسه
في رداء
"الحراسة الليلية "
وأنا هنا
أموتُ سِرًا
وفى العَلن
وأركل قسوة المساء
وجفاء الرفاهية
لكن
مَن أنا ؟
وأين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب ؟؟

مِن الجحيم
أُحَييكم
وأرى قُبَعة
حمراء
لأنثى ناعمة
تحتضن أرض غرفة
مُظلمة
يداهمها الغموض
القُبعة
تكتم صرخاتها
وتُبقى على آثار
أقدام حذاء
القُبعة ترثي
صاحبتها "الشقراء"
وأنا أبصق
في وجه مرآتى
وأتوسل إلى المشهد
أن ينفي ما رأيت !
وتَتعذر على الراحة
وأتوق شوقًا
لرؤية القاتل
ولكن مَن أنا ؟
وأين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب ؟؟

على امتداد الطريق
خياما مُبَعثرة
أصحابها
مُكَومين
داخلها
رضيع تم عَجنه
وتشكيله
على هيئة
"دُمية "
تموت في بطء
ورجل
تخرج عظام
وجهه عليه
ولا يجد بديلًا
سوى تَمنى الشَبع
وسحابة
تُناجى ربها
في أداء تمثيلي
يُجبر جمهور
الأشجار الباسقة
على التصفيق والحركة
واضاءة خافتة
تُطِل من عين
عجوز
شارف على السبعين
واصراره
على ابقاء عينيه
مُعَلقتين
على الدنيا

في الخيام
صدى رهيب
مصدره الألباب
يهرب كلص من الثياب
ويضع
في أذن الإنسانية
شيئًا صلبًا
ربما بسببه
تعانى الإنسانية
صعوبة في السمع
قد يتحول صَمم !

في الخيام
للساهرين
حق تناول "الورق"
واحتساء
الحبر !
فلا شىء بالخيام
سوى "الورق"
واللاجئون
يموتون جوعًا
والنضال
لا يُطَمئِن المعدة
هي
لاتزال
خاوية
رغم ازدحام العقل !
الخيام
تلد سجونًا
و أنا أرجم الظلم
على الملأ
ولكن مَن أنا ؟
وأين أنتم منى ؟
ومَن منكم يرانى الآن
وأنا السراب
الجريدة الرسمية