رئيس التحرير
عصام كامل

"مثقفون": الإمام محمد عبده كان يحارب فكرة "التقيد بالفتاوى"


استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم، ندوة لمناقشة "تجديد الفكر الديني عند الإمام محمد عبده"، حضر اللقاء الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة السابق، والدكتور أحمد زكريا الشلق، والدكتور عبد الواحد النبوى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية.


وقال الدكتور عرب: "كانت القضية الفكرية الرئيسية للإمام محمد عبده هي ضعف العالم الإسلامي وانحلاله من الداخل وحاجته للإصلاح، فكان يعتقد أن رجال الأزهر آنذاك لم يقوموا بواجبهم كما ينبغي لإيقاظ العالم الإسلامي من سباته العميق".

وأضاف أن الإمام كان يرفض فكرة قفل باب الاجتهاد أو التقيد بفتاوى الإجماع، وكان يعتقد بإصرار أن من حق كل جيل العودة إلى مصادر الإسلام الأولى، القرآن الكريم والحديث والسنة، وفهمها في ضوء ظروف العصر الذي نعيش فيه، لأن كل عصر وجيل لديه مشاكله الخاصة به فهذا أصلح لعموم المسلمين.

وأضاف عرب أن للإمام محمد عبده الفضل الأكبر في بعث روح النهضة الفكرية والأدبية في مصر، فله مواقف مشهودة في إظهار مبادئ الإسلام على حقيقتها خالية من شوائب الجمود والبدع والتقاليد.

من جانبه، قال الدكتور زكريا، إن الإمام محمد عبده كان مهتما بقضية المدنية الأوربية، حيث إنه تعلم اللغة الفرنسية بعد سن الأربعين وكان يقرأ الأدب الفرنسي باللغة الفرنسية، وعندما زار سويسرا حرص على حضور محاضرات عن علم الأخلاق والتاريخ والفلسفة والتعليم في جامعة جنيف.

وأشار أنه على مستوى الأدب كان معجبا بالأديب هربت سبنسر، وقام بزيارته في إنجلترا وترجم بعض أعماله المنشورة بالفرنسية، وكان معجبا أيضا بالكاتب الروسي تولستوي، وكان يراسله ويقوم من حين لآخر بزيارة أوربا لأن مثل هذه الزيارات كانت تبعث الأمل في نفسه وتجعله يتأكد أن العالم الإسلامي ينبغى أن يبحث عن أسباب تقدم الدول الأوربية وينفذها.

وأضاف الدكتور عبد الواحد النبوي، أن أهم أفكار الإمام محمد عبده ظهرت في كتاب رسالات التوحيد الذي نشر عام 1897م وتفسيره لأجزاء من القرآن الكريم، ومجموعة دراسات نشرت في جريدة المنار عام 1901م، عن الدين الإسلامي والدين المسيحي وعلاقتهما بالعلوم والحضارة الحديثة.

وأكد أن الإمام محمد عبده كان وطنيا شديد الحب لوطنه مصر، وكان يثق بأن حب الوطن من الإيمان، كما كانت كتاباته الأولى في جريدة الأهرام عن أمجاد مصر القديمة.

وأوضح أن الإمام كان يقول إن حب الوطن يدفعنا إلى الحفاظ على وحدتنا وهذه الوحدة لا تأتي إلا عن طريق المساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين بغض النظر عن عقيدتهم وانتماءاتهم.

الجريدة الرسمية