محافظات سيئة الحظ

هناك أزمة في طريقة اختيار المحافظين، طوال العقود الأخيرة، لدرجة أن أحد المحافظين تم تعيينه بالخطأ، بسبب تشابه الأسماء، وهي الواقعة التي تناولها فيلم أحمد زكي الرائع "معالي الوزير".

والواقعة في حقيقتها، أن كمال الشاذلي ترك للمراسم "كارت" أستاذ في زراعة القاهرة، رشحه لإحدى محافظات شمال الصعيد، واختفى الكارت في زحمة الأوراق، والارتباك الذي يسيطر عادة على موظفي المراسم، في مثل هذه المناسبات، فتذكر أحد الموظفين اسم الأستاذ الجامعي، ولجأ لدليل التليفون للحصول على رقمه، فأبلغه الدليل برقم أستاذ جامعي آخر، يتشابه اسمه مع الشخص المقصود، ولم يتم اكتشاف الخطأ إلا بعد حلف اليمين أمام مبارك، واستمر المحافظ الخطأ في منصبه قرابة عام وكان أداؤه سيئا للغاية.

وهناك محافظات كان حظها سيئا في محافظيها، قبل وبعد ثورة 25 يناير المجيدة، مثل الفيوم، المنوفية، الجيزة، الشرقية، وغيرها، باستثناء فترات قليلة، فتراكمت فيها المشاكل، وتفاقمت معاناة المواطنين.

الشعب المصري الذي عاني الكثير في عهد مبارك.. ولم يجن ثمار ثورته بسبب قوى الظلام والفساد لن يحتمل المزيد.

هذا الشعب، الذي التحم مع الجيش، والشرطة، في الحرب على إرهاب الإخوان، وأتباعهم، ووضع آمالا عريضة على السيسي، ينتظر محافظين يخلصون العمل لوجه الله والوطن.