رئيس التحرير
عصام كامل

دار الوثائق تطرح الطبعة الثانية من "خمسون عاما في فلسطين"


أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، الطبعة الثانية من كتاب "خمسون عامًا في فلسطين" الذي يضم بين دفتيه مذكرات صديقة العرب فرنسس إملى نيوتن، عضو الجمعية الجغرافية الملكية ومؤسسة جمعية الصداقة البريطانية العربية، وترجمة وديع البستانى.


كتبت فرنسس كتابها في فصول قصيرة عددها 33 فصلًا لتعطى صورة واضحة المعالم للقضايا التي أرادت أن توردها وتورد رأيها فيها وقد شكلت تلك القضايا ظروفا تركتها لوطنها "إنجلترا"، وذهابها إلى فلسطين وانطباعاتها عن البشر هناك أثناء عملها في التبشير ثم تركها التبشير التقليدى وانخراطها في أعمال أخرى خيرية، ثم موقفها من الانتداب البريطانى على فلسطين ومن أطاع اليهود / الصهاينة في فلسطين.

ومما ختمت به فرنسس كتابها: "لو تورعت الصهيونية لما تنكرت للحل الذي عرضته الحكومة البريطانية بالكتاب الأبيض لسنة 1939، فقد كان حلا وسطًا ديمقراطيا، ولكنها رفضته، في حين كاد العرب يقبلون به، لأنها أرادت تجاهل الديمقراطية، بل إنكارها إلى أن يصبح اليهود هم الأكثرية السائدة".

ويبقى الكتاب في غاية الأهمية كمصدر مهم عن الفترة التي سبقت إعلان الكيان الصهيونى، ومع ذلك علينا القول إن فرنسس كتبت أحيانا ما يحتاج للمراجعة، ومن ذلك قولها إن مسجد قبة الصخرة قائم على موقع هيكل سليمان وقولها عن حائط البراق: "ولا خفاء أن العرب المسلمين، طيلة عصور حكمهم، كانوا يحترمون تعبد اليهود عند الجدار". ومع ذلك يبقى الكتاب علامة فارقة ودليلا قاطعا على أن موقف الحكومات البريطانية المتعاقبة لا يمثل رأى غالبية المواطنين البريطانيين وأن للعرب أصدقاءً كثرا في الغرب لكن أصواتهم لا تصل إلينا.
الجريدة الرسمية