رئيس التحرير
عصام كامل

مى شاهين تكتب: «النصب في ملهي العم سام»


في رحلة صحفية إلى مدينة الأضواء "نيويورك"، قامت بها الصحفية "مى شاهين"، كتبت عنها رسالة نشرت بمجلة "الجيل"، عام 1957 تقول فيها:

وسط المدينة وعند ملهى العالم، وكما يسميه أولاد العم سام "كونى ايلاند"، تصطف فيها الدكاكين والمطاعم، التي تقدم المكرونة الإيطالى، والبقلاوة السورى والكسكسي المغربى والكارى الهندى، ويتخللها شاطئ للاستجمام في الأيام الشمسية يسمى "شاطئ الجزيرة"، وقعت عيناى على دكان صغير كتبت عليه عبارة "ادخل فورا واعرف ما تخفيه لك الأقدار، إن العجرية ستقرأ لك بختك في الفنجان"، وإذا ترددت وقع نظرك على كلمة "مجانا"، فتدخل وتسرع بالدخول ــ كما فعلت أناـــ 

جلست على الأريكة، ورأيت يد الغجرية المحملة بالأساور، تقدم لى صينية عليها فنجان قهوة، وأشارت على بتناولها، وشربت القهوة، وانتظرت ما تخفيه لى الأقدار، وحدقت عين الغجرية في الفنجان، ثم ضربت كفا على كف، ثم قفزت من مكانها، ثم شربت زجاجة من عصير البرتقال، وعادت إلى مقعدها.

كل ذلك بدون إشارة ولا أعراض كلام، فرجوتها أن تسرع لأنى مستعجلة أريد ركوب المراجيح في الملهى، رفعت شعرها المنكوش، وقالت "مدهش أنت محظوظة ستقومين بزيارات، ستقابلين أصدقاء، ستتلقين خطابات ثم تسافرين في سلام.

وقبل أن ادهش من ذكائها، قالت وهى تقودنى إلى الباب: "5 دولار"، وعندما أشرت إلى كلمة "مجانا"، قالت: هذا ليس أجرا على قراءة البخت، أنه ثمن القهوة البرازيلى التي شربتيها في الفنجان.

لكنى أعيد وأقول أرأيتم نصب أكثر من ذلك في الخارج، أم رأيتم أكثر من ذلك تفاهة من جانبى.
الجريدة الرسمية