بالفيديو.. صناعة السجاد و«الكليم» مهددة بالانقراض.. الحرفيون بمنطقة الخيامية: مهنة صعبة والعمالة تهرب من جحيمها.. انخفاض الإقبال على شراء المنتجات بعد ثورة يناير.. وتعافى السياحة يُنعشها
تعد صناعة الكليم من أقدم الصناعات اليدوية، والمعروفة لدى دول العالم كله، وكلمة «كليم» تعنى «نوع من الفراش، ذو الألوان الزاهية، المصنوع من نسيج الصوف الغليظ»، وتتم حياكته بطريقة يدوية، عن طريق شد مجموعة من خيوط الصوف الملونة على لوح خشبى، ولضم طرفها بإبرة، ليتم شغل هذه الخيوط، لتخرج في النهاية على شكل سجادة أو رداء مميز.
أشكال مبهرة
والحرفى الذي يحيك الكليم، يستطيع صناعة أشكال متعددة مبهرة منها الفرعونية، والإسلامية، والقبطية، وغيرها من الرسومات، حسب طلب السوق، وتنال هذه الصناعة على إعجاب السائحين، وإدارات الفنادق، والقرى السياحية، فهي أحد المستلزمات الأساسية للزينة، التي تضفى رونقا خلابا وطابعا شرقيا جميلا داخل المكان.
أماكن حياكة الكليم
«فيتو» تجولت في أشهر أماكن حياكة الكليم، لتنقل طريقة حياكته، وأجمل الأشكال، والرسومات، التي يبدع صانعوه الفني التشكيلى، ورصد المعوقات التي تقابل هذه الصناعة الحيوية لآلاف الأسر، ومتطلبات تطويرها.
إقبال منخفض
وبالقرب من منطقة الغورية، وتحديدًا بمنطقة الخيامية، يحمل مجموعة من الحرفيين الإبر المدببة، وتحوى في أطرافها خيوطًا من الصوف، ذا الألوان الجذابة والمتعددة، لتنسج أيديهم كليمًا رائع الجمال.
وقال سيد محمد، أحد الحرفيين، إنه يعمل في حياكة الكليم منذ 15 عامًا، مشيرًا إلى أن الإقبال على شراء منتجات هذه الحرفة اليدوية، انخفض في الفترة السابقة، بنسبة تتخطى الـ80% تأثرًا بظروف البلاد، مضيفًا: أن أسعار بيعه ارتفعت خلال الـ4 سنوات الأخيرة، حيث إن «غطاء الوسادة الصغيرة»، وصل سعرها إلى 20 جنيهًا، مؤكدًا أن الأسعار يتم تحديدها بحسب كمية الشغل المطلوب، والمجهود المبذول فيها.
هروب العمالة
وأضاف محمد محروس، حرفى: أن المهن اليدوية تأثرت بشكل ملحوظ، عقب اندلاع ثورة الـ25 من يناير، بسبب تأثر قطاع السياحة، بالإضافة إلى هروب العمال من هذه المهن المرهقة، والتي تحتاج إلى فن وابتكار، على الرغم من أن أجر العمال في ازدياد، موضحًا أن هناك أنواعا مختلفة من أشكال الكليم، فمنها "اليدوى، واللوحات الفنية، والكشمير، والصوف الخام، والصوف المطبوع، والدوبل الملون، والدوبل الطبيعى".
مصدر رزق
وذكر حازم كارم، حرفى بمنطقة الخيامية، أنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد، وأتقنها منذ نعومة أظافره، موضحًا أنه كان يري والده، ينقش زهرة اللوتس على الخيامية، قائلًا: «دفعني الشغف إلى تعلم هذه المهنة، وأصبحت مصدر رزقي»، مضيفًا: أن الرسوم والنقوش على الخيامية في تطور مستمر، ففى السابق كان يتم نقش زهرة اللوتس فقط، أما الآن فهناك العديد من النقوش المختلفة التي يتم رسمها، منها الرومية والإسلامية، لافتا إلى أن سوق الخيامية تتدهور يوما تلو الآخر.