رئيس التحرير
عصام كامل

"البحوث الإسلامية": ما فعله "داعش" بـ"الكساسبة" جريمة في الإسلام


أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه تابع ببالغ الأسى والقلق، ما نشر بشأن قيام تنظيم داعش الإرهابي بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا، وكذا استنادهم إلى أقوال مجتزأة وقصص مختلقة منسوبة زيفًا إلى بعض الصحابة وغيرهم مما يروَّج لها في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، لمحاولة شرعنة تلك الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الإنسانية كلها، والتي تغذي روافد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب.


وأكد مجمع البحوث في بيان له، اليوم الأربعاء، أن الإنسان في الإسلام مكرم بأصل خلقته بعيدا عن معتقده ولونه وجنسه، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، وتطبيقا لهذا المبدأ فإن النبي "كان إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا"، الحديث (أخرجه مسلم في صحيحه)، وفي صحيح البخاري (2474) أن النبي "نَهَى عَنْ ‏‏النُّهْبَةِ،‏‏ وَالْمُثْلَةِ..والنُّهْبَة: أَيْ أَخْذ مَال الْمُسْلِم قَهْرًا جَهْرًا".

وأوضح المجمع أن احترام وتكريم الإسلام للإنسان ليس مقصورا على حياته، وإنما بعد مماته أيضا؛ فقد أمر النبي محمد، بدفن قتلى المشركين في بدر في القليب، ولم يمثل بقتل المشركين ولم يأمر بإحراقهم، ولا غيره، مضيفًا أن ما أوردوه من آثار بشأن قيام بعض الصحابة بذلك فإن المجمع يبين أنها روايات ضعيفة لا يعوّل عليها عند أهل العلم، وعليه فلا يمكن بناء أحكام عليها تهدر حياة الإنسان وإنسانيته وكرامته.

وأكد مجمع البحوث الإسلامية أن ما قام به هذا التنظيم الإرهابي التكفيري، لا يمت بصلة إلى مبادئ الإسلام ومقاصده، والتي من أبرزها الحفاظ على حق الحياة لكل بني الإنسان على اختلاف معتقداتهم، مؤكدا إدانته لمثل هذه الأعمال الإجرامية، التي ترسّخ للعنف والكراهية، وتشويه صورة الإسلام.
الجريدة الرسمية