رئيس التحرير
عصام كامل

صباح "القنابل" يا مصر !


تفجير قنبلة.. تفكيك قنبلة.. العثور على قنبلة.. كل هذه الألفاظ نقولها أو نسمعها يوميا في مصر وهو ما تسبب في حدوث حالة من اللامبالاة عند المواطن.. فهو يذهب إلى عملة دون مشاكل ويؤدي كل أشكال الحياة دون أي تردد أو خوف.


أنا هنا لا أبحث عمن يقوم بصناعة أو تفجير هذه القنابل لأنه أصبح معروفا لكونه استسلم للأمر الواقع وبدأ يأخذ منحنى جديدا في التعامل مع الواقع.. فبعد أن كان يروج بأن كل ما يحدث تفجيرات هو نتاج الأجهزة الأمنية أصبح يعلن على الملأ بكل بجاحة أنه هو الذي يفعل ذلك.

ما يستوقفني في هذا الموضوع هو رد فعل المواطن وهو ما يظهر في الكثير من الفيديوهات.. رد الفعل من وجهة نظري هو الأغرب في تاريخ البشرية.. فعندما تسمع أن هناك قنبلة في مكان ما تجد المكان مزدحما بالمواطنين لمشاهدة القنبلة بل التفاعل معها بشكل مختلف عن تفاعل خبراء المفرقعات.

فعندما تشاهد مواطنا يدخل في "خناقة" مع ضابط شرطة لأنه يريد السير بجوار القنبلة والضابط يريد إبعاده.. فهذا دليل على اللامبالاة وعدم الخوف من القنبلة.. وعندما تجد شبابا يلعبون كرة القدم في مكان ما في بشارع الهرم ولا يهتمون بالشماريخ والمولوتوف المنتشر حولهم في إحدى المسيرات فهذا معناه أن الأمر أصبح عاديا بالنسبة له.

صباح القنابل كل يوم أصبح بالنسبة لي وللكثيرين أمرا عاديا جدًا.. فلا يمر يوم إلا ومملوء بالقنابل.. ولذلك يمكن أن تستيقظ كل يوم مرددا "صباح القنابل".

وأخيرا.. أؤكد أن هذه القنابل جاءت برد فعل عكسي تماما.. فبدلا من حالة الرعب المقصود بها من هذه القنابل أصبحت اللامبالاة هي رد الفعل وأصبح تزايد الغضب هو السمة السائدة.. وهو ما يؤكد المثل القائل: "الشيء الزائد عن حده ينقلب إلى ضده".
وللحديث بقية.. طالما في العمر بقية..!!
الجريدة الرسمية