اللصوص والمنافقون
في مثل هذه الأيام منذ 4 أعوام، كان مئات الآلاف يحتشدون في ميدان التحرير، لا يعبأون بتهديدات بلطجية الحزب الوطني، وقناصة النظام رغم سقوط ضحايا بينهم كل يوم.
مواطنون بمختلف الأعمار جاءوا من المدن والقرى.. ليسوا من حماس أو باكستان أو منغوليا.. لم يتلقوا تمويلًا من الخارج.. يزدادون إصرارًا يومًا بعد يوم على إسقاط النظام الفاسد المستبد، الذي دمر وخرب مصر طوال 30 عامًا.. يحلمون بالحرية والكرامة والعدالة في بلد غابت فيـه كل هذه القيم، وغلب فيـه القهر والظلم والنهب والاحتكار.
وفي الوقت الذي كانت فيه أجهزة النظام تحاصرهم بالشبيحة والرصاص والتشويه والشائعات، كانوا يزدادون تماسكًا وإصرارًا، وإيمانًا بقضيتهم، وهي "مصر لكل المصريين، وليست لفئة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمنافقين".
الثـورة فكرة تملكت عقول وقلوب الملايين في الشوارع والميادين في مثل هذه الأيام المجيدة، وستظل بداخلنا وفي وجدان الأجيال الجديدة، الذين شاهدوا بأعينهم أن إرادة الشعب لا يقف أمامها نظام قمعي مهما كانت أدواته.
تحية لكل من خرج في ثورة 25 يناير من أجل "الحرية والكرامة والعدالة".. فأنتم الأبطال.. أما من اتهمكم بالعمالة والخيانة فهم الذين باعوا أنفسهم مقابل مناصب ومصالح، وتسببوا في تجريف مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأخلاقيًا.. عاشوا لصوصًا وسيموتون خونة ومنافقين.
