رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي نشيط.. السيسي يبحث مع رئيس وزراء أستراليا ومفتى لبنان سبل مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح صورة الإسلام.. يدين حرق «الكساسبة».. يؤكد: الإرهاب يمثل خطرًا مشتركًا.. ويطالب بزيادة استثمارا


شهد اليوم الرئاسى نشاط مكثف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بدأ بمتابعة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الداخلية، كما تلقى اتصالًا هاتفيًا ظهر اليوم الثلاثاء من رئيس وزراء استراليا تونى أبوت، والذي قدم خالص تعازيه في استشهاد عدد من الجنود المصريين إثر العمليات الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء مؤخرًا، مؤكدًا دعم استراليا الكامل ووقوفها إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب.


الإرهاب يمثل خطرًا مشتركًا
وأعرب الرئيس عن تقديره للمشاعر الطيبة التي أبداها رئيس الوزراء الاسترالى، موضحًا أن الإرهاب يمثل خطرًا مشتركًا، لا ينحصر في منطقة الشرق الأوسط، بل بات يهدد العالم بأكمله، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الدولى من أجل مواجهة الإرهاب والعمل على استئصال جذوره.

سبل مواجهة التطرف
وتطرق الحديث إلى سبل مواجهة الفكر المتطرف، حيث أشاد رئيس الوزراء الاسترالى بما تضمنه خطاب الرئيس في الأزهر الشريف، موضحًا أنه يعكس شجاعة ورؤية بناءة، ولاسيما الدعوة لتجديد الخطاب الدينى وعرض حقائق الأمور بالنسبة للدين الإسلامي الذي يمثل دين السماحة والسلام.

تصحيح صورة الإسلام
وقد علق الرئيس بأهمية تصحيح الصورة الخاطئة التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لتصويب المفاهيم والتأكيد على المعانى السامية التي نزلت بها الأديان السماوية، والتي تؤكد على ترابط العلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي.

تقدير لقرار العفو عن جريست
وأعرب رئيس الوزراء خلال الاتصال عن تقديره لقرار الرئيس بتسليم الصحفي «بيتر جريستي» إلى السلطات الأسترالية.

«شركة IBM»
كما التقى الرئيس السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، مع وفد من شركة IBM العالمية، برئاسة فيرجينيا روميتى رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، في حضور المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث رحب الرئيس السيسي بروميتى والوفد المرافق، مشيرًا إلى تطلعنا لزيادة حجم التعاون بين الحكومة المصرية وشركة IBM العالمية، التي تتمتع بخبرة طويلة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، منوهًا بوجود إمكانات واسعة لتعزيز هذا التعاون، ولاسيما فيما يتعلق بإيجاد الحلول التكنولوجية للمشكلات التي تعوق مسيرة التنمية في مصر، وكذلك توفير فرص للتدريب والعمل للشباب المصري في مختلف المجالات التكنولوجية، ولاسيما أن مصر تتمتع بنسبة مرتفعة من الشباب المتعلم، الذي يحتاج فقط للتوجيه والتدريب ونشر ثقافة المعلوماتية لديه من أجل تعظيم مساهمته في النهضة التنموية في مصر.

عودة التدفق السياحى
ومن جانبها أعربت فيرجينيا روميتى عن سعادتها بزيارة مصر، مشيرةً إلى ما لمسته منذ وصولها للقاهرة من وجود حالة من الاستقرار والأمن، على خلاف ما يتردد بصورة خاطئة في بعض وسائل الإعلام الدولية، ونوهت في هذا الصدد إلى تطلعها لعودة التدفق السياحي إلى مصر.

نجاح قطاع تكنولوجيا المعلومات
كما أشارت إلى تواجد شركة IBM العالمية في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، مؤكدةً على ارتياحهم لحجم نشاط الشركة في مصر طوال هذه العقود، في ضوء المستوى المتميز للكوادر المصرية وتوفر البنية اللازمة لنجاح قطاع تكنولوجيا المعلومات. 

زيادة حجم الاستثمارات

وأكدت كذلك على توجه شركة IBM لدفع التعاون القائم حاليًا مع الحكومة والمؤسسات المصرية، وتكثيف تواجدها في السوق المصرية، فضلًا عن اعتزام الشركة زيادة حجم استثماراتها ومضاعفة عدد موظفيها في مصر، والتي تتمتع في تقديرها بإمكانيات متميزة للنمو والتقدم. ونوهت أيضًا لقيامها بالمشاركة في افتتاح المقر الجديد لمركز خدمات البيع لأفريقيا والشرق الأوسط التابع للشركة في مصر.

زيادة حجم المشروعات
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعنا لزيادة حجم المشروعات التي تعتزم شركة IBM العالمية إطلاقها في مصر، وكذلك أهمية تقديم الشركة لخبراتها ودعمها للشركات المصرية، خاصةً المتوسطة والصغيرة، العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بما يساهم في زيادة حجم صادرات مصر من البرمجيات، ولاسيما للدول الأفريقية الشقيقة، فضلًا عن توفير فرص العمل للشباب المصري، ونشر التعليم وخلق ثقافة إيجابية جديدة تقوم على التعايش المشترك وتقديس قيمة العمل.

كما التقى الرئيس السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، وسفير لبنان بالقاهرة.

سعادة بزيارة مصر
واستهل مفتي لبنان اللقاء بالإعراب عن سعادته بزيارة مصر ولقاء السيد الرئيس، مؤكدا على المكانة الرفيعة التي تحظى بها مصر في نفوس أبناء الشعب اللبناني، ومشيدا بالخطوات التي يتخذها الرئيس للنهوض بمصر وتحقيق آمال وطموحات شعبها.

التحية للشعب اللبنانى
ومن جانبه رحب الرئيس السيسي بفضيلة مفتي لبنان، مؤكدا على مواصلة مصر دعمها ومساندتها للبنان، كما وجه التحية للشعب اللبناني الشقيق معربا عن تمنيات مصر وشعبها له بالاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية.
التقريب بين المذاهب

وقد ألقى فضيلة مفتي لبنان الضوء على دور دار الفتوى في لبنان، مُستعرضًا جهودها الدءوبة للتقريب بين المذاهب، بما يجمع بين المسلمين ويحقق مصالحهم، ويساهم في تعزيز علاقاتهم مع الطوائف المسيحية اللبنانية.

دور القوات المسلحة
وفي هذا الصدد، أشار فضيلة مفتي لبنان إلى القمة الروحية التي نظمتها مؤخرا دار الفتوى اللبنانية للتأكيد على أهمية قيمة التعايش المشترك وتوجيه رسالة بهذا المضمون لكافة الدول العربية التي تتميز بالتنوع الديني.

كما أعرب "دريان" عن امتنان بلاده تجاه مواقف مصر إزاء لبنان وحرصها على استقراره وأمنه، مشيدا بدور القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها، ومعولا على دور مصر في لم الشمل العربي.

تعزيز التعاون الدينى
وقدم فضيلة مفتي لبنان الشكر لمصر على تمثيل الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية في حفل تنصيبه، معربًا عن توافقه التام مع الأزهر الشريف والوثائق الصادرة عنه، ومشيرًا إلى الارتباط المباشر بين الأزهر الشريف ودار الفتوى اللبنانية.

كما أكد سماحته على الحاجة لتعزيز التعاون بين الأزهر الشريف ودار الافتاء اللبنانية، مشيدًا برسالة الأزهر الشريف الوسطية المعتدلة ودوره في مكافحة الإرهاب ونشر الفكر الإسلامي الصحيح.

نشر قيم التعايش المشترك
وأشار الرئيس إلى أهمية تصويب الخطاب الديني وإعادة صياغة المفاهيم ونشر قيم التعايش المشترك وبثها في نفوس النشء.

أهمية تصويب الصورة المغلوطة
وأبدى فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام اتفاقه في الرأي، مشيرًا إلى الخطوات الجارية من جانب المؤسسات الدينية لمراجعة المناهج بمختلف المراحل الدراسية وإثرائها بالمبادئ الإسلامية السمحة، مؤكدًا أهمية تصويب الصورة المغلوطة التي حاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف.

التعازي للشعب المصري
من جانبه، أكد سماحة مفتي لبنان على اتفاقه مع رؤية الرئيس حول أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيح مناهج التعليم الدينية، معربًا عن اهتمام دار الفتوى في لبنان بإيفاد الطلاب للدراسة في الأزهر الشريف، وإرسال علماء مصريين إلى لبنان، للمساهمة في حماية قيم الإسلام الصحيحة والحيلولة دون انتشار الأفكار المتطرفة التي تتطور إلى أعمال إرهابية تودى بحياة الأبرياء، على غرار ما شهدته سيناء مؤخرًا من أعمال إرهابية آثمة.
وفي هذا الصدد، قدم "دريان" التعازي الرئيس والشعب المصري في ضحايا حادث العريش الإرهابي.

كما أكد الرئيس محورية دور علماء الدين في مكافحة الفكر المتطرف ونشر قيم الإسلام السمحة من خلال ندوات التوعية، مؤكدًا على دعم ومساندة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لدار الفتوى اللبنانية لإعداد الكوادر الدينية المستنيرة التي تبث قيم الإسلام الصحيحة وتؤمن بحرية العبادة والعقيدة وتحض على التفكير والتأمل.

يدين مقتل الطيار الأردنى
كما أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي بشدة مقتل الطيار الأردنى الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وأكد سيادته مساندة مصر ووقوفها إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في هذا الظرف الدقيق، وفى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية.

وشدد الرئيس السيسي مُجددًا على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، فضلًا عن مواجهة الفكر المتطرف الذي يقف وراءه، ولاسيما الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات الدين الإسلامي الحنيف، وهى تسعى في الأرض مفسدةً، والدين منها براء.

وأعرب الرئيس السيسي عن خالص تعازيه ومواساته لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وللشعب الأردني الشقيق ولأسرة الطيار الشهيد إزاء هذا المصاب الجلل، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يحفظ مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وسائر البلدان العربية والإسلامية.
الجريدة الرسمية