رئيس التحرير
عصام كامل

إحنا ما بنخافش


هكذا تحدث إلينا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه بعد اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب الحادث الإرهابى الغشيم على سيناء الحبيبة، وعبَّرَ عن تحديه للإرهاب الذي لا يواجه مصر فقط بل يواجه المنطقة بقوله "إحنا ما بنخافش... وهننتصر في هذه المواجهة بالعمل والجهد والدم"، ونحن كشعب وأنا كمواطنة مصرية أقول "إحنا وراك سيادة الرئيس ومعاك من أجل تراب هذا الوطن ومن أجل احترامك لإرادة الشعب في كل موقف يتعرض له الوطن".


انتخبك الشعب بإرادة حرة وأعطاك تفويضًا من أجل الحفاظ على وطننا الحبيب ومحاربة الإرهاب، هكذا يثق الشعب في إخلاصك وفى قيادتك الحكيمة وفى رغبتك في مواجهة الإرهاب من ناحية والإصلاح الداخلى من ناحية أخرى، وفى الحقيقة أن الجيش المصرى والشعب لا يواجه إرهابًا داخليًّا من مجموعات عادية بل إرهابا ممنهجا من قِبل تنظيم دولى يريد العبث في المنطقة العربية ويريد الانطلاق من مصر رمانة الميزان في الوقت الذي فشل فيه هذا التنظيم في حكم مصر أيام حكم العصابة الإرهابية، وتصدى لهذا التنظيم الشعب والجيش والشرطة ويحاول جاهدًا هذا التنظيم الدولى أن يعبث بمصر مستخدمًا الدين من خلال سيناء الحبيبة.

كل ذلك يأتى في الوقت الذي أقام فيه السيسي علاقات دبلوماسية ناجحة من خلال سفرياته الخارجية ينطوى تحتها محاور سياسية واقتصادية جعلت العالم ينظر إلى الرئيس المصرى نظرة تقدير واحترام بل نظرة تقدير واحترام إلى الشعب المصرى الذي انتخب هذا الرجل بإرادة واعية، ويمثل ذلك تحضيرا لانعقاد المؤتمر الاقتصادى في شهر مارس جسر العبور باقتصاد مصر بل إكمال خارطة الطريق من خلال الانتخابات البرلمانية في ظل سيادة الدولة المصرية رئيسًا وشعبًا.

كل هذه الإنجازات مثلت رعبًا ليس للمخطط الإخوانى فقط بل للمخطط الصهيوأمريكى الذي يمثل اللاعب الحقيقى للمخطط الدولى في سياق الإرهاب، إرهابًا يختلف عن إرهاب الماضى إرهابا يتلقى دعمًا أمريكيًّا وأوربيًّا ويتلقى تمويلًا تركيًّا وقطريًّا، إرهابًا يحمل في شعاراته عناوين سياسية مزيفة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية، إرهابا متعدد الجنسيات يستهدف مصر الحبيبة ونراه قائمًا في العراق وسوريا وأفغانستان باسم تنظيم داعش.

هذا هو الإرهاب الذي يواجه مصر، يواجه الشعب والجيش والشرطة والأرض والتاريخ، ولكن نسى هؤلاء الإرهابيون أن مصر بجيشها وشعبها مقبرة الغزاة، والتاريخ يشهد على ذلك بداية من الهكسوس وحتى اللحظة الآنية التي أكتب فيها مقالى، ولذا يسير الشعب المصرى في اصطفافه وراء الجيش والرئيس لأنه يدرك حجم المخاطر التي تحيط بمصر وأطرح أن يكون هناك إستراتيجية متكاملة للتصدى لهذه الحرب تنطوى على محاور سياسية وأمنية وثقافية بجانب ما يقوم به الرئيس السيسي والجيش والشرطة، ويجب أن تكون هناك خطة مركزية تُعلن للشعب المصرى من خلال الجامعات والمؤسسات وكل شبر في مصر تعمل بمنهج واحد وفى لحظة واحدة ويساندها الإعلام الوطنى بعيدًا عن قنوات السبوبة والمتاجرة بالوطن.

فالإعلام له دور كبير لأنه يدخل كل بيت؛ يجب أن يكون إعلامًا توعويًّا ينشر الثقافة والفهم الجيد للهوية المصرية وكيفيه مواجهة الشائعات المغرضة والعمل على التنمية الوطنية والثقافية والاقتصادية بدلًا من القنوات المشبوهة الممولةـ وللأسف من يقوم بذلك يحملون الجنسية المصرية، وأن تكون هناك سرعة إحكام قضائية رادعة على من قتل وفسد في مصر بل على الطابور الخامس الذي يعبث بأمن مصر.

وليدرك الخائنون سواء داخليًّا أو خارجيًّا أن مصر ستنتصر في هذا الصراع على حد قول السيسي وأنه مستعد أن يقف أمام الدنيا كلها لمواجهة الإرهاب ومن أجل مصر، وأقول ياسيادة الرئيس نحن معك من أجل وطنا الحبيب.
الجريدة الرسمية