الرمال البيضاء ثروة اقتصادية مهدرة... نستورد الطن بـ100 ألف دولار ونصدره بـ40 فقط.. تدخل في صناعة الخلايا الشمسية والرقائق الإلكترونية.. ودول تربح من ورائها الملايين
أكد الدكتور بهى الدين عرجون، أستاذ الفضاء، خبير التنمية والنهضة، أن مصر تمتلك كمية كبيرة للغاية من الرمال البيضاء في جميع صحاريها والتي تدخل في العديد من الصناعات التي تستوردها مصر، بالإضافة إلى أنها تملك أجود أنواع الرمال في العالم، وتقع في الحزام الصحراوى، مؤكدا أن الرمال البيضاء يمكن من خلالها تصنيع الخلايا الشمسية، والرقائق الإلكترونية، الأمر الذى يجعل مصر من أغنى دول العالم.
ثروة اقتصادية
وأضاف عرجون أن الرمال البيضاء تعتبر ثروة اقتصادية لا تستغل حتى الآن، فمن خلال مصنع قيمته 2 مليار دولار لاستخراج كل مشتقات الرمال البيضاء تكون مصر من أغنى دول العالم.
وأشار خبير التنمية إلى أحد القوانين الخاصة بالثروة المعدنية في مصر، والذى صدر عام 1956، وينص على ترك الثروة المعدنية لمن ليس لهم أدنى علاقة بها، الأمر الذي يؤدى إلى إهدار الرمال البيضاء.
وشرح عرجون دراسة مبسطة عن مشروع استثمار الرمال البيضاء في النهوض بالاقتصاد المصرى، حيث أكد أن مصر تصدر الطن بـ40 دولارا ويباع بالصين والدول الغربية خامًا بعد استيراده من مصر بقيمة 150 دولارا للطن، وبعد إعادة تصنيعه كزجاج بصرى أو زجاج في جميع حالاته يكون سعر الطن ألف دولار، أما في حالة استخراج السيليكون منه لاستخدامه في صناعة الخلايا الشمسية يصبح سعر الطن 10 آلاف دولار، والمرحلة الأخيرة وهى استخراج الرقائق الإلكترونية منه يصبح سعر الطن 100 ألف دولار.
وقال: "أين عقولنا نصدر رمالا بـ40 دولارا للطن الواحد وإذا تم تصنيعها سنصدر الطن الواحد بـ100 ألف دولار".
أماكن تواجدها
ولمعرفة أماكن الرمال البيضاء في مصر تحدثنا مع الدكتور خيرى محمود البدرى، أستاذ بقسم بحوث الزجاج بالمركز القومى للبحوث، والذي أكد وجود 12 طن رمال وأغناهم موقع الحسنى في الشمال الذي يوجد به 40 مليون طن، وبجنوب سيناء في منطقة أبو زنيمة وهى المنطقة التي يوجد بها أجود أنواع الرمال لصناعة الزجاج.
وأضاف أن منطقة الزعفرانة يعمل عليها الباحثون منذ عام 1967 وتقع غرب خليج السويس وتحتوى على أجود أنواع الرمال البيضاء في مصر، إلى جانب واحتى الداخلة والخارجة بمحافظة الوادى الجديد.
طبيعتها
ويقول خبير الرمال البيضاء، إنها عبارة عن رمال متحجرة سطحية وتحتاج لإزالة الغطاء الأصفر البسيط الذي لا يتعدى سمكه من 15 إلى 20 سنتيمترا، ثم يدخل بها الديناميت لتفجيرها إلى أكوام صغيرة، وتصدر بـ50 دولارا للطن الواحد، متسائلا "كيف يمكن أن نصدر الطن بـ50 دولارا في حين إذا تمت إعادة صناعته سيدر أضعاف هذه القيمة؟"، بينما تصدر لدول شمال البحر المتوسط بأسعار لا تتجاوز الـ40 جنيها، والأغرب أن مصر تقوم باستيرادها مرة أخرى في صورة صناعات متقدمة بقيمة تتراوح بين 1000 إلى 1500 دولار للطن الواحد.
ويستطرد حديثه عن الثروة العظيمة التي لا يعرفها الكثير، أن هناك دولا معينة تستورد من مصر الرمال البيضاء لاستخدامها في بلادهم ويربحون من ورائها الملايين ومنها "اليونان، تركيا، الصين"، وبعض الدول في آسيا والخليج العربى.
وأكد أن تركيا تصدر لمصر أكواب المياه البلاستيك المصنوعة من الرمال البيضاء في حين أن تركيا تستورد هذه الرمال من مصر، وأنهى الباحث حديثه قائلا: "الرملة البيضاء تنفع في اليوم الأسود".