رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين في القاهرة خلال أيام.. و«خبراء»: دعمًا للدولة المصرية.. «هريدى»: البلدان في خندق واحد.. رسالة واضحة للحاقدين.. و«القويسنى»: الرئيس الروسي لديه خبرة في مكافحة الإرها


على الرغم من تعثر الدب الروسى جراء العقوبات الاقتصادية التي يشنها الاتحاد الأوربي عليه بسبب تجدد الاشتباكات المسلحة في أوكرانيا وسط اتهامات لموسكو بالضلوع في دعم المتمردين في شرق البلاد تظل العلاقات الروسية المصرية علامة مضيئة في سماء الدبلوماسية الدولية على المستوى العالمى، ربما لجذورها المتينة الطيبة منذ عشرات السنين أو لتلاقى الأهداف والمصالح بين الطرفين.

وتشهد البلاد منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية عقب ثورة يونيو تطورا ملحوظا وتبادلا جيدا بين الجانبين.

واستمرارا لخطوات تعميق العلاقات والدعم المتبادل يصل الرئيس فلاديمير بوتين إلى الأراضى المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة ليدعم الحكومة والجيش في مكافحتهما للإرهاب ويتناول أبرز قضايا الوطن والمنطقة يرافقه عدد من رجال الأعمال الروسيين لمناقشة سبل التعاون الاقتصادى ودعم مجالات الاستثمار في مصر بالتزامن مع قرب انعقاد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ.

وحول دلالات الزيارة في ظل الظروف والأوضاع المصرية الراهنة استطلعنا رأى عددا من الدبلوماسيين والخبراء السياسيين.

خندق واحد
قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القاهرة وموسكو يقفان في خندق واحد ولهما رؤية مشتركة على صعيد مكافحة الإرهاب الدولى كافة، معربا عن ثقته في تحقيق الزيارة المرتقبة للرئيس بوتين ثمارها المرجوة.

وأضاف هريدى، أن الزيارة بمثابة رسالة واضحة لكل الدول الحاقدة بأن مصر لا تقف وحدها في محاربة الإرهاب وأنها في تحالف قوى وعلاقة وطيدة مع قوتين كبيرتين في مجلس الأمن وعلى المستوى العالمى وهما الصين وروسيا.

وأشار، إلى أن مصر تستأنف مسيرة العلاقات الروسية المصرية مرة أخرى في الكثير من المجالات وخاصة العسكرية والاقتصادية، لافتا إلى أن الزيارة نتيجة طبيعية لنجاح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا مؤخرا.

دعم كبير لمواجهة الإرهاب
قال السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة تشكل دعما كبيرا جدا للقاهرة في الوقت التي تحتاج فيه لمثل هذا الدعم وخاصة في ظل ما تشهده البلاد من عمليات إرهابية، معللا ذلك بتفهم روسيا لطبيعة الظروف المصرية نتيجة ما تعرضت له من عمليات إرهابية شبيهة.

وتوقع القويسنى، أن فلاديمير بوتين سيستمع من الرئيس عبدالفتاح السيسي حقيقة الأوضاع الراهنة والعمليات الإرهابية وخطوات محاربتها والتعامل معها، مشيرا إلى أن "بوتين" سيفيد "السيسي" من خلال خبرته الواسعة ودوره الكبير في محاربة الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية.

وأكد أن الزيارة دعم دبلوماسى قوى يؤكد على أن هناك مصر جديدة برئيس ذى شعبية كبيرة، مضيفا أنها توضح أن مصر أصبحت رشيقة الحركة وأنها تدفع حركتها مع كل أقطاب العالم كما أشار إلى دور روسيا في دعم المصانع التي أنشأتها خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكذلك دعمها الكبير لقناة السويس.

نحتاجها للمواجهة
وتابع الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن الرئيس بوتين قائد دولة عظيمة والعلاقة لن تتأثر بانهيار العملة الروسية "الروبل"، مؤكدا على عمق العلاقات بين الطرفين واستمرار الدعم الروسى لمصر في شتى المجلات حتى في أوضاعها الاقتصادية السيئة. 

وأشار إلى أن الزيارة تؤكد على التحالف في المعنى والمبدأ، وعلل ذلك بأن روسيا عانت من مشاكل الشيشان والعمليات الإرهابية وكذلك التدخل التركى.

وفي النهاية قال عودة: "إحنا محتاجين روسيا رغم ما تعانيه" مشيرا إلى تهديدات وضغوط الاتحاد الأوربى عليها وانهيار سعر صرف العملة كما شدد على ضرورة معرفة الحكومة لجدوى العلاقات ومنافعها.
الجريدة الرسمية