الشيخ صالح كامل.. وإفشال المؤتمر الاقتصادي

رجل الأعمال السعودي، الشيخ صالح كامل، معروف عنه عشقه الشديد لمصر، وعبر عن ذلك قولا وفعلا مرات ومرات، ولا أنسى مبادرته في الملتقي الأول لرجال الأعمال المصريين والسعوديين، الذي استضافته القاهرة عام 1990، عندما عرض تشخيصًا واقعيا لأزمة الاقتصاد المصري، وطبيعة القوانين، التي تساعد على تطفيش المستثمرين، وليس جذبهم، وخاصة منظومة الضرائب، والتشريعات الجنائية، التي يحاكم بها المستثمر، وتضارب الاختصاصات بين الوزارات، والبيروقراطية القاتلة.

ويومها التقينا كمحررين اقتصاديين مع الشيخ، حيث واصل باستفاضة شرح رؤيته، والتأكيد على أن مصر لن تستطع تحقيق طفرة في جذب الاستثمارات بدون ثورة حقيقية على القوانين القائمة والعقول الحاكمة.

ومنذ أسابيع تحدث صالح كامل في مؤتمر المستثمرين العرب، الذي استضافه اتحاد الغرف التجارية، في حضور إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وكرر الرجل ما قاله عام 90، ولم يتحقق منه شيء.

وعبر عن ذلك بقوله: "ما دفعني للحديث بصراحة عن الأوجاع والسلبيات، هو استشعاري أن في مصر الحبيبة الآن قيادة جديدة، وإرادة قوية، لتصحيح ما كان يجب تصحيحه منذ عقود".

وانتهى الأمر كالعادة بالتصفيق لصالح كامل، لكن لم يتم أي تغيير على أرض الواقع، تماما مثل ما حدث قبل 25 عاما، وكأن هناك من يتعمد إفشال المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس المقبل، ويعول عليه الجميع في تحقيق طفرة في الاقتصاد، وإقامة مشروعات كبرى.

قانون الاستثمار الجديد، الذي أعلنت الحكومة عنه، هو في حقيقة الأمر، ترقيع للقانون الحالي، وليس هناك تشريع جديد بفكر مختلف، يلبي مطالب المستثمرين الجادين، ويلغي الإجراءات المعقدة التي تخنق الاستثمارات، ويهيئ البيئة الصحية، لجذب الاستثمارات.

أمامنا أسابيع قليلة قبل موعد المؤتمر.. فهل نشهد ثورة تشريعية حقيقية تزيل معوقات الاستثمار؟!، أم نسمع صالح كامل يكرر نفس مطالبه بعد سنوات!