رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» داخل منزل العميد عامر عبدالمقصود بعد صدور حكم الإعدام على القتلة.. «والدة الشهيد»: «الحكم رجعني للدنيا».. و«شقيقه الأكبر»: «مفيش ح


أصدرت محكمة الجنايات أمس الاثنين، حكمها في قضية مقتل العقيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور كرداسة الذي استشهد في 14 أغسطس 2013 بعد اقتحام مركز الشرطة.


داخل شارع "داير الناحية" والذي تم تغيير اسمه لشارع الشهيد العميد عامر عبدالمقصود تعيش أسرة شهيد كرداسة اللواء عامر عبدالمقصود داخل منزل قديم.

أم الشهيد تأثرت بموته وأصابها المرض حزنا على ولدها، وتتدلى من رقبتها سلسلة تحمل صورة الشهيد بالإضافة إلى صوره التي زينت الغرفة وعدد من الشهادات التي حصل عليها أثناء فترة خدمته.

والأخ الأكبر أصبح مسئولا عن الأسرة وعن أبناء أخية الراحل، ومطالبا بتخفيف أوجاع والدته، بالإضافة إلى أخ أصغر فقد الأب والأخ الحنون بالنسبة له.

رصدت عدسة "فيتو" حال أسرة اللواء عامر عبدالمقصود بعد صدور حكم الإعدام على 183 من المتهمين في حادث استشهاده أمس الاثنين.

الحكم رجعني للدنيا
قالت والدة الشهيد عامر عبدالمقصود، شهيد أحداث كرداسة: "لم يعد لدى دافع لمتابعة قضية ابني الشهيد نتيجة المماطلة في إصدار الأحكام على الجناة، موضحة أن أبناءها منعوها من متابعة القضية حتى لا تعود إليها ذكريات الماضي وبمجرد سماعها خبر الحكم على 183 من أعضاء الجماعة بالإعدام عادت إليها الحياة مرة أخرى، وشعرت بأن حق ابنها الشهيد لم يذهب هدرا، مطالبة القضاء بسرعة الحكم على قتلة الجيش والشرطة في أسرع وقت ممكن حتى تستريح قلوب الأمهات على أبنائهن".

تفاصيل استشهاده
وأضافت وهي منهمرة في البكاء: "سمعت الناس بيقولوا عبود الزمر وطارق الزمر أجروا ناس من البدو علشان يقتلوا ابني، وقبل أسبوع من استشهاده قالي ياما واحد اسمة الشيخ مهدي وابنه أحمد بيقولولي عايزنك تربي ذقنك، وده مينفعش خالص معانا في الداخلية، ورجعوا تاني وقالوا انت معانا ولا معاهم، فقلت لهم أنا مع الله، ورجعوا تاني ومعاهم علم القاعدة وطلعوا فوق القسم عايزين ينزلوا علم مصر ويرفعوا علم القاعدة فوق القسم، فابني قلهم امشي ياشيخ مهدي انت ابنك من هنا، وحكم الإعدام مش هيبرد نار الأم ده وحده حاجة تاني، حسبي الله ونعم الوكيل في عبود الزمر وأخوه طارق".

مش بعرف أرد على أولاده
وأشارت إلى أن ابنها كان من أشد المحافظين على قضاء الصلاة في أوقاتها، مشيرة إلى أنه كان من محبي الجلوس داخل الحارة وسط أهله وأصحابه وجيرانه، وكثيرًا ما اصطحبها للجلوس معه أمام مدخل العقار مع الأهالي والجيران قائلة: "كان يقولي يلا ياما تعالي نعقد مع الناس في الشارع، حب الناس ده نعمة من عند ربنا، ربنا ما يحرمنا منها، وكان بيعزم على كل اللي يعدي عليه، وكانوا بيردوا عليه شكرًا ياباشا، كلمة حرموني منها، منهم لله، ضيعوا أبويا وأخويا وكبيرنا، وشتتوا شمل العيلة، وبعدين فضلوا يؤجلوا في القضية لحد ما موتوا قلوبنا على ولادنا، ولازم الناس دي تتعدم بعد أسبوع واحد بعد ما يمسكوهم، علشان قلب كل أم يرتاح من النار اللي فيه، أولاده مش قادرين يقعدوا معانا في البيت علشان أبوهم مش قدامهم، مش ببقي عارفة أقولهم إيه لما يسألوني أبونا هيجي إمتى، أمهم خدتهم معاها الغربية علشان ميفكرونيش بيه كل شوية، وإيه ذنب الــ26 عسكري اللي موتوهم في سيناء منهم لله هما وكل اللي وراهم، ده مش دين، ولا هما يعرفوا عن الدين حاجة، دول كلمة إرهابيين قليلة عليهم".

وطالبت المسئولين بسرعة إصدار الأحكام وتنفيذها في مكان عام ليكون الجاني عبرة لمن يعتبر، ويكون خير رادع لأنصار الجماعة الإرهابية، متمنية أن يصدر لها قرار من الجهات المسئولة بحضور تنفيذ الأحكام عليهم، أو إذاعتها على الشاشات حتى يستريح قلب أم كل شهيد فقدته فداء لبلاده ودفاعا عن أهاليهم.

الحكم لن يعوضنا عن الفقيد
وبالانتقال للشقيق العقيد أحمد عبد المقصود الذي قال: "إن الجميع في المنزل لا يصدق حادث استشهاد اللواء عامر حتى الآن، إنه كان بمثابة الأب قبل أن يكون الأخ الأكبر بالنسبة له، مشيرًا إلى أن الحكم استعرق وقتا طويلًا في المحاكم مما جعلهم لا يهتمون بمتابعة القضية، وتولد شعور لديهم بأن حق الراحل قد ذهب هباءً ولن يعود، مضيفًا إلى أنه تلقى خبر صدور حكم الإعدام على المتهمين من أحد أصدقائه في العمل، موكدًا أن الحكم لن يعوضهم عن الفقيد حتى لو صدر الحكم على جميع أهالي كرداسة".

راض تمامًا
وأضاف محمود عبد المقصود، الشقيق الأصغر للراحل، أنه استمع لتفاصيل المحاكمة أمس الاثنين عبر شاشات التلفاز، موضحًا أنه راض تمامًا عن الحكم، متمنيًا أن ينفذ الحكم على المهتمين في مكان عام حتى يكون بداية إنهاء العمليات الإرهابية في مصر والحفاظ على أرواح الجنود في أماكن خدمتهم.
الجريدة الرسمية