رئيس التحرير
عصام كامل

مكافآت التبليغ عن «المخربين» بين الرفض والقبول.. «أطباء علم النفس»: فكرة تستحق التقدير ولكنها متأخرة.. تساهم في زيادة التعاون مع الدولة.. و«منال زكريا»: ضربة في صميم المو


أسلوب قديم ولكنه قد يكون مجدي، كان هذا تفكير حكومة المهندس إبراهيم محلب التي أرادت من المواطن أن يكون فاعلا لمواجهة كل الأزمات التي تواجهه ورغم إعلانهم مرارا وتكرارا أن القانون هو سيد الموقف إلا أن الوزراء لجأت إلى أسلوب المكافأة لتسهيل الحصول على المعلومات، وكان أول من أطلق ذلك الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى الذي أعلن عن مكافأة لكل مواطن يبلغ عن متعد على نهر النيل فيما قرر وزير النقل الدكتور هانى ضاحى مكافأة اشتراك عام مجانا لمن يدلى على أي مخرب في مترو الأنفاق.


فيما يختلف أطباء علم النفس على فكرة المكافآت، فالبعض يقول إنها تساعد على زيادة التعاون مع الدولة، والبعض الآخر يعترض لأنها تؤثر بالسلب على سلوك المواطنين.

تستحق التقدير
قال الدكتور أحمد الباسوسى، استشارى الطب النفسى: إن فكرة إعطاء المواطنين مكافآت للتبليغ عن التعدى على منشآت الدولة سواء على السكة الحديد أو على نهر النيل، تستحق التقدير ولكنها متأخرة كثيرًا.

وتابع: "إن الدولة تقدم الكثير من الخطوات الإيجابية، ولكنها متأخرة في وقت تنفيذها، وهذه المكافآت ستساعد على كشف المعتدين على المنشآت الحيوية للدولة، والذين تسببوا بالكثير من الأضرار خلال الفترة السابقة، من استهداف القطارات وخطوط السكة الحديدية".

وأضاف الباسوسى، المكافآت في الأساس تساعد على السلوك الإيجابى وتطويره، لتحقيق الهدف المرغوب به، لافتًا إلى أنها تقوم بتشجيع المواطنين على التعاون مع الدولة أكثر.

زيادة التعاون

وفى نفس السياق أكد الدكتور علاء مرسي، استشارى الطب النفسى، على أن نظام المكافآت كان يستخدم في مصر منذ سنوات طويلة، وذلك لحث المواطنين على التبليغ عن المجرمين، والخارجين على القانون، وذلك يساعد في حل جزء من المشكلة الأساسية، ولكن هناك جانب آخر، فقد إستخدمه بعض الأشخاص للتخلص من خصومهم.

تابع: "فكرة المكافآت في الوقت الحالى، ومع مرور البلاد بوقت عصيب، يساهم في زيادة التعاون مع الدولة، لبسط سيطرتها على زمام الأمور أكثر".

ضرب صميم المواطنة

وعلى الجانب الآخر قالت الدكتورة منال زكريا، استشارى الطب النفسى: إن تقديم المكافآت للمواطنين للتبليغ عن مواطنين آخرين، يعتبر ضربا في صميم مفهوم المواطنة عند المواطنين، والذي يحثهم على العمل كجواسيس، وليس مواطنين عاديين يعملون من أجل مصلحة بلادهم.

وأكدت منال زكريا على أن العوامل البشرية وسلوك المواطنة، هو من يجعل الأشخاص يقومون بالتبليغ عن الأمور الخطأ، بدون الحصول على مكافآت، وتابعت: "هناك حلول أخرى بديلة للمكافآت، منها تغليظ العقوبات على المخالفين، ووضع قوانين رادعة تمنع حدوث المخالفات".

وأشارت استشارى الطب النفسى، إلى أن البدائل للحكومة متوافرة، ولكن عليها التطبيق، ومنها تخفيض الأسعار وليس زيادتها على المواطنين، وتقديم حلول جذرية لحل مشاكلهم، ومع توفير ذلك فلن يسمح المواطن بحدوث تدمير داخل منشآت الدولة من تلقاء نفسه.
الجريدة الرسمية