أقباط يدخلون الإسلام!
استمرارًا للمتاجرة بالدين، وعلى طريقة «المضطر» لأكل «الميتة ولحم الخنزير»، وافق حزب النور «السلفي» على ترشح بعض «المسيحيين» على قوائمه الانتخابية في مجلس النواب، وعلى رأسهم نادر الصيرفي، مؤسس حركة «أقباط 38».
«الصيرفي» أكد سعادته بكونه قبطيًا يترشح على قائمة حزب النور، ذي المرجعية الإسلامية، مشددًا على التزامه بسياسات وتوجهات الحزب داخل البرلمان.. رأيه وهو حر فيه.
نحن لا ننكر على أي شخص انضمامه وترشحه على قائمة أي حزب، فهذا حقه القانوني والدستوري، والمهم أن يكون داخل الحزب عن اقتناع، مش يومين ويخلعه!
أما في حالة «الصيرفي» وأمثاله واجبنا أن نسأل ونعرف ما الذي يدفع هؤلاء «المسيحيين» إلى الانضمام والترشح على قائمة أحزاب «إسلامية»، هل بدافع «الشهرة» وعمل «شو إعلامي»؟ هل استغلالا لأصوات المسلمين لضمان «النجاح» في مجلس النواب؟ أم اقتناع بأفكار وأيدلوجيات هذه الأحزاب؟
فإذا كان «الصيرفي» ومَنْ هم على شاكلته يبحثون عن «الشو الإعلامي»، فقد نجحوا في ذلك، وإذا كانوا يسعون لاستغلال أصوات المسلمين لـ«النجاح» في «النواب»، فعليه أن يعلم جيدًا أن نحو 99.99% من «المسلمين» لن يعطوا أصواتهم لـ«مسيحي»، كما أن 99.99% من «المسيحيين» لن يعطوا أصواتهم لـ«قبطي» انضم لحزب «إسلامي».. يعني الخسارة مضمونة مضمونة!
أما إذا كان هؤلاء «المسيحيون» مقتنعين بأفكار وأيدلوجيات هذه الأحزاب الإسلامية، القائمة على أيدلوجية دينية «إسلامية»، كانت ولا تزال ترى أن تهنئة «النصارى» بأعيادهم «حرام»، وبعضهم يرى «عدم جواز» إلقاء السلام عليهم، أو التعامل معهم، إلا «مضطرًا»، وبعضهم يرى أن «أموال ونساء المسيحيين غنمية لهم»، فلماذا لا يشهرون إسلامهم؟ أم أن هذه الخطوة ستأتي في مرحلة لاحقة، بعد الفوز في الانتخابات؟!
ثم ما الذي حدث لحزب النور «السلفي»، وما الذي جعل رموزه يغيرون نظرتهم تجاه «النصارى»- كما يسمونهم؟ هل راجعوا أفكارهم ومعتقداتهم؟ أشك في ذلك، هل هي «المكر والخديعة»؟ وارد، أم أن المصلحة الحزبية، وليست الدينية «تُحتم» ذلك؟ هذا هو المؤكد.
إن «النور» يسير على طريقة «الإخوان» عندما أسست حزب «الحرية والعدالة»، وضمت إليه بعض الأقباط على رأسهم الدكتور رفيق حبيب، الذي عينوه نائبًا لرئيس الحزب «منزوع الصلاحيات»، يومها هاجم السلفيون «الإخوان»، وأنكروا عليهم صنيعهم هذا، واتهموهم بـ«استغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية».. الآن بأي وجه ينظر أعضاء «النور» إلى أنفسهم في المرآة؟!
«الإخوان» تاجروا بالمسيحيين داخليًا وخارجيًا، استخدموهم لخدمة أهدافهم، لكنهم تعاملوا معهم في حزبهم كقطعة «ديكور»، وتناسوا الفتاوى التي أصدرها «مفتي الجماعة» الدكتور عبد الرحمن البر بحق هؤلاء الأقباط.
«اقلب القدرة على فومها يطلع النور لـ«الحرية والعدالة».. فلا فرق بين الإخوان والسلفيين، إلا في الفرعيات والقشور، أما المعتقد فواحد، والأساس والمنهل واحد، والأيدلوجية والمرجعية واحدة، ولولا انحياز «النور» لشرعية «30 يونيو و3 يوليو» لكان الحزب «في خبر كان»، ولولا بعض «المواءمات السياسية» لكان النور «محلولا» بقوة القانون والدستور الذي يحظر قيام الأحزاب على «مرجعية دينية»، كما حدث مع حزب الإخوان «الحرية والعدالة»!