"العربي": المرأة العربية تواجه إرهابًا فكريًا جديدًا
أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن أعدادًا كبيرة من النساء في الدول العربية يمارس ضدهن إرهاب فكري.
وأضاف أن الإرهاب الفكري يأخذ من الدين شعارًا، ويمارس القتل والعنف ضد النساء والأطفال الأبرياء والعزّل، وقال: "هذا الأمر يضعنا أمام مسئوليتنا لتغيير هذه الأوضاع".
وتابع: "بالرغم من هذا المشهد المؤلم والمقلق، فإنني على ثقة من أننا يمكن أن نكمل العمل الدءوب الذي انطلق من أجل تمكين المرأة العربية، فهو خير دليل على أنه متى توفرت الإرادة والعلم والمعرفة، فإنه يمكن أن نحقق الكثير لبلداننا ومواطنينا".
وأوضح في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي "نحو العدالة والمساواة للنساء في المنطقة العربية"، حول التقدم المُحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عامًا، الذي يقام برعاية الجامعة العربية، والإسكوا وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أن المؤتمر يأتي في ظروف معقدة ومتشابكة طالت المنطقة في العقد الأخير.
وأشار إلى أن هذه الظروف الصعبة تراكمت آثارها وتداخلت تداعياتها، وألقت بظلالها على الجميع وخاصة المرأة العربية، وقال: "فلا يستطيع أحد أن يختلف على أن النساء لعبن الدور الأكبر خلال هذه الفترة، فقد وقفن وبأدوارهن المتعددة والمتنوعة في الصفوف الأولى ليدافعن عن الأوطان أرضًا وهويةً، وضحين بالأبناء من أجل الغد والمستقبل، وكن الأكثر حنكة وحكمة في كل الظروف الصعبة والعاتية التي تمر بها المنطقة".
وأشار إلى ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية من عنف وإرهاب ممنهج ضد المرأة والطفل في فلسطين، منتهكة بذلك كافة التعهدات والمواثيق والالتزامات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بسوريا قال: "لازال هناك امرأة سورية تزداد معاناتها يومًا بعد يوم، فهي المرأة التي هجرت الوطن وفقدت الأبناء وتشتت أسرتها، فهناك لاجئة سورية مع كل صباح جديد، تبحث عن مأوى ومأكل وتفقد طفلًا لن يعود، ومازالت لا ترى بصيصًا من نور يبشر بانقشاع الظلمة من حولها، أو أملًا في غدٍ يطمئنها بعودة البيت والولد إلى أحضانها".
وأكد أن الجهد المشترك الذي بُذل من أجل إطلاق تقرير إقليمي لأوضاع المرأة في المنطقة العربية، والمنهجية التي تم اتباعها، التي اتسمت بالعمق والتحليل، واستطاعت أن تتواكب مع الخصوصية المجتمعية في الدول العربية من جهة، والالتزامات الدولية من جهة أخرى في سياق اتصف بالحداثة والتطوير والتناغم، ومن خلال رؤية واحدة، ومفاهيم متوافق عليها وتوصيات قابلة للتنفيذ.