رئيس التحرير
عصام كامل

مصر لا تبكى


أثار بكاء الفنانين على ما حدث من أحداث أليمة بكت عليها القلوب دمًا قبل أن تبكي العيون دمعًا، وأنى مع احترامي لكل المشاعر الغالية، والتي تأتى دون إرادة، إلا أنه لابد أن نحفظ دموعنا أمام العالم، ولن نسمح بتشفي العدو فينا بل يشعر بأن مؤامرته قد تسببت في انهيارنا، ولن نسمح بإضعاف مناعة الشعب في مواجهة الأزمات.


نحن لا نبكى، ولن نبكى، ولن يكون أبدًا للبكاء بيننا وجود، ولا نريد نظرة شفقة من أحد، ولا أن نصعب على أحد، فليبحثوا في كتب التاريخ ماذا فعلنا في أوقات الأزمات، وكيف كانت مصر على مر العصور قلعة حصينة تتكسر على جدرانها أطماع الطامعين.

سنظل أقوياء بإرادتنا نحو تحقيق غد أفضل.. سنظل أقوياء بالعمل المخلص إلى آخر لحظة نعيشها في الحياة وحين يصيب جسدنا الوهن.. ستظل إرادتنا صامدة.

سنظل أقوياء حين نرى دموع أعدائنا تتساقط على الوجوه ونحن مازلنا نحمل راية الوطن خفاقة عالية، ولن نسكت إلا إذا حصلنا على حتفنا، حتى وإن كان الموت هو مصيرنا المحتوم.. سيأتي من خلفنا من يرفعون الراية وستبقى رايتك يا مصر عالية خفاقة لن تنخفض أبدًا مادامت أرواح أبنائك في أجسادهم.

سنثأر للشهداء ليس بالكلمات ولا بالدموع.. سنثأر للشهداء بعزيمتنا وليعلم المواطنون قبل أن يعلم العالم من نحن.. فمع أنهم يطلقون علينا أصحاب "الحضارة الزائلة" فإننا سنتخذ قرارًا بإعادة المجد إلى بلادنا فكفانا فخرًا أنها خزائن الله في الأرض وباركتها العائلة المقدسة في كل أنحائها وسمى أجنادها بخير أجناد الأرض.

أيها الشهداء سنقتص لكم ولن ينام لنا جفن وأعداؤنا يستهدفوننا غدرًا وخيانة ويتباهون في إعلامهم بتحقيق مآربهم وتصوير انفجارات تضيء ظلام الليل يكبرون فيها ويذكرون اسم الله وهو بريء منهم ولكنها ليست ألعابًا نارية وإنما جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار.

لا تقولون الله أكبر.. قولوا شيطانكم أكبر فقد أسأتم إلى الله وإلى الإنسانية تمامًا مثلما أسأتم إلى أنفسكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
"كَلا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ(26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)."
صدق الله العظيم
الفجر 21-30
الجريدة الرسمية