رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير و"الأمير" ومعركة الإذاعة !


نتذكر الآن عام البلاء الكبير.. عندما تربع الإخوان على حكم البلاد.. كيف انكشفت سرائر ودخائل عدد من مذيعي الإذاعة المصرية.. وكيف ظهرت توجهاتهم الإخوانية علانية بلا خجل وبغير حدود في الخصومة ولا في النفاق.. وكيف ظهرت الخلايا الإخوانجية داخل المؤسسة المهمة لتمارس تكليفات قياداتها بالسيطرة على مقاليد "أعظم سفير" كما أطلق عليها شاعرنا الأسطورة الراحل عبد الفتاح مصطفى..


كان التوتر - وقتها - عنوان كل شيء.. هناك من رفض وقاوم.. وهناك من تاجر وساوم.. وهناك من ألقى بورقة الطلاق الوظيفي في وجه وزير الإخوان.. كان من بين هؤلاء الرجال الشجعان عصام الأمير -مع حفظ الألقاب- والذي عاد وقد ذهب الإخوان وبأسرع مما نتخيل رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون قائمًا بأعمال وزير الإعلام.. بعد أن سجل أمام الله وأمام نفسه وأمام التاريخ موقفًا محترمًا !

ونتذكر أيضًا كل دواعي الامتعاض التي تسربت إلى وجه "الأمير" عندما حضرنا لقاءً مع وزير إعلام الإخوان وسألت عن التزييف الإعلامي ودعم الإعلام المصري -وقتها- للإرهابيين في سوريا وكيف طلب الوزير من الأمير وآخرين الرد علينا.. وكان جليًا توريطهم بالرد بما لا يقتنعون به فكان الحرج هنا وهناك !

الآن.. والإذاعة على مفترق طرق وقد تبدلت - أيضًا - وجوه وتلونت أخرى عقب رحيل العصابة مباشرة ويتطلعون الآن للقفز إلى مواقع ومناصب وكأن شيئًا لم يكن.. وكأن دورهم وأدوارهم التي لعبوها طوال عام كامل قد نسيها الناس ونسيناها رغم أنها موجودة في تسجيلات محفوظة وأشرطة عديدة ستظل شاهدة على من باع وعلى من سار حيث سارت الموجة والمصالح !

الآن.. هؤلاء يتطلعون للقفز إلى منصب رئيس الإذاعة الشاغر منذ شهر.. وإن وصل أحدهم مكن الآخرون من احتلال مواقع أخرى.. في حين يتم حصار من قاوم ومن تصدى للإخوان وللعصابة في ظل جبروتها ولم تسنح له فرصة ترك الجمل بما حمل كما فعل "الأمير" والذي نسأله ونثق في نزاهته: هل يرضيه ما يجري؟ وهل سيقبل باستيلاء الإخوان على المنصب المهم؟ وإذا لم يحصل عليه الإخوان فهل يرضيه أن يحصل عليه من نافق الإخوان وعرض نفسه للأخونة وللبيع ؟ باختصار والدولة تواجه وتقاتل وتدفع الثمن.. هل يرضيه أن يكون في هذا الموقع المهم إلا مقاتلًا ؟
الجريدة الرسمية