رئيس التحرير
عصام كامل

قائمة المتورطين في موقعة الجمل


ما حدث في موقعة الجمل - في مثل هذا اليوم - يجسد الكوميديا السوداء، ولو تخيل أي كاتب مسرحي مشاهدها من قبل لاتهمناه جميعا بالشطط واللامعقول، فالجناة معروفون ويعيشون بيننا، ويتحدثون في مجالسهم عن تفاصيلها، وكيف صدرت لهم التعليمات بالاحتشاد في مصطفى محمود، ثم تكليف مجموعات من المحتشدين بالتوجه لميدان التحرير لضرب "شوية العيال" اللي عاملين فيها ثوار، وعايزين يخطفوا "البلد بتاعتنا"، ويسقطوا "رئيسنا وولي نعمتنا".


وهناك فيديوهات لم ينكرها أصحابها وهم يحشدون البلطجية في مدخل التحرير، ويدفعون لهم "المعلوم".. الجميع يعلم أن سيارات مؤسسات صحفية قومية، نقلت كسر الرخام من "شق الثعبان" لمداخل التحرير، لتنفيذ العملية وتحرير ميدان التحرير من الخونة والعملاء؛ اللي عايزين يسقطوا النظام ويحاكموا الفاسدين.. وهناك بلاغ رسمي في جهة سيادية قدمه الأمين "إبراهيم"، وهو فرد شرطة كان يعمل وقتها في مكتب أحد قيادات الأمن، وقام بتسجيل الإشارات الصادرة لضباط مباحث في عدة مناطق، لجمع البلطجية، والتوجه للتحرير، وطرد المحتشدين فيه بأي طريقة.. وكنت شاهد عيان في ميدان التحرير لحظة تسليم تسعة من المعتدين على الثوار، وقد اعترفوا بتفاصيل مثيرة، وكشفوا عن الأسماء التي دفعت لهم الأموال، وحضرت مجموعة من جهة رسمية وأخذت هؤلاء.. "ومنذ ذلك اليوم لا حس ولا خبر"!

هي بالفعل كوميديا سوداء وأطرف ما في موقعة الجمل؛ أنها كشفت تفاهة، وسطحية قيادات نظام مبارك، وكيف كانوا يفكرون، وكيف كانوا على استعداد أن يقتلوا من أجل استمرار النظام، الذي يوفر لهم الحماية والرعاية في نهب ثروات البلاد.
الجريدة الرسمية