رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى توقيع «ميثاق الوحدة».. «الجمهورية العربية المتحدة» حلم «ناصر» الذي لم يكتمل.. طلبه السوريون واستجاب له الزعيم.. وتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات أبرز أسباب


"أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة"... لقد كان الكفاح من أجل الوحدة هو نفسه الكفاح من أجل القوة، من أجل الحياة ولقد كان التلازم بين القوة والوحدة أبرز معالم تاريخ أمتنا فما من مرة تحققت الوحدة إلا تبعتها القوة وما من مرة توفرت القوة إلا وكانت الوحدة نتيجة طبيعية لها وليس محض صدفة.. 

 إن إشاعة الفرقة وإقامة الحدود والحواجز كان أول ما يفعله كل من يريد أن يتمكن فى المنطقة ويسيطر عليها "، كانت تلك كلمات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1958 وهو يعلن أسس الوحدة التى قامت بين مصر وسوريا فى هذا الوقت . 

البداية

"ليس هناك مفر من الوحدة" هكذا كان يرى الزعيم الراحل فلابد ليد قوية تستطيع مهاجمة الاستعمار ولا بد من قلب رجل واحد ليحقق النصر ومن دمشق إلى القاهرة نفس المواطن ونفس الهم ونفس الطبقة الرأسمالية الحاكمة ونفس النفوس الخبيثة التى تعبث بمقدرات الوطن وكلاهما يحمل وراءه تاريخا فالقاهرة الفاطمية وسوريا الأموية هما صمام تلك الامان وفى ظل وجود زعيم بحجم عبدالناصر كان لابد من هذا الإعلان . 

الجمهورية العربية المتحدة كان ذلك هو الاسم الذى وقعته عليه مصر وسوريا فى مثل هذا اليوم 1فبراير 1958 بعد مباحثات تمت بين الرئيس عبدالناصر والرئيس شكرى القوتلى رئيس سوريا فى ذلك الوقت .

سوريا تطلب الوحدة

وكانت بداية الحديث عن الوحدة مع سوريا عند عدد من الضباط السوريين وعلى رأسهم صلاح البيطار وزير الخارجية وقتها بعد الشعبية الطاعية التى تميز بها عبدالناصر، ورغم أن ناصر القومى العروبى كان لا يريد تلك الوحدة بهذا الشكل وانما كان يريد تضمامنا عربيا وتكوين رأى وجبهة أمام الاستعمار الغربى إلا أن الإلحاح السورى كان سبب قبول ناصر فى الوحدة التى تم التوقيع على ميثاقها فى مثل ذلك اليوم .

تمت الوحدة وتم دمج البرلمانيين فى مصر وسوريا والغيت الوزارات والأقاليم وتنحى شكرى القوتلى وأعلن عبدالناصر رئيسا للدولتين ليبدأ عهده كما بدأه فى مصر فقام بعد الإجراءات لم تلق قبولا كبيرا لدى الشعب السورى وانتهى الأمر بالإنفصال بعد ثلاث سنوات فقط وتحديدا فى 1961 فى انقلاب عسكرى . 

أسباب الانفصال
أسباب الانفصال كانت كثيرة وكانت اهمها تأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية أيام عبدالناصر بالإضافة إلى قدوم عدد كبير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى واختلال توازن قوى العمل وعدم وجود تواصل وترابط بين الدولتين .
فيما يرى البعض الآخر أن سبب الإنفصال هى المؤامرات التى كانت تمتلأ بها الأراضى العربية فى ذلك الوقت والعداء الشديد لفكرة الوحدة التى أراد الجميع لها أن تتوقف 

بعد انفصال الوحدة جرت عدد من المحاولات لإعادتها مرة أخرى ولكن لم يتحرك عبدالناصر رغم أن عدد من مساعديه أرادوا له إخماد محاولة الإنفصال لكن كان الرفض هو رأى عبدالناصر وظلت مصر تحمل إسم الجمهورية العربية المتحدة حتى وفاة ناصر.
الجريدة الرسمية