رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى الثالثة على مذبحة بورسعيد ودماء الشهداء تبحث عن قاتلها.. الجنايات عاقبت 26 بالإعدام وبرأت 28 وسجنت الباقين.. النقض تلغي الأحكام.. المتهمون: مرسي السبب.. الدفاع: 6 إبريل ارتكبوا المجزرة


تحل الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد التي راح على أثرها 72 مشجعا من ألتراس أهلاوى غدا الأحد وتعد أكبر كارثة إنسانية في تاريخ الرياضة المصرية ورغم مرور هذه السنوات لا تزال أرواح الشهداء الذكية تبحث عن قاتلها وتطالب بالقصاص، ولا تزال المرارة والحزن يعصر قلوب أهالي الشهداء الذين يرتدون الملابس السوداء حتى اليوم حدادا على أبنائهم منتظرين القضاء العادل من السماء.

"فيتو" ترصد محطات محاكمة المتهمين بمجزرة بورسعيد للوصول للحقيقة

"البداية"
وقعت أحداث "المذبحة" في استاد بورسعيد مساء الأربعاء 1 فبراير 2012، عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي، وراح ضحيتها 72 قتيلا ومئات المصابين وكان سبب روابط الألتراس سببا في بثت التعصب بدلا من بث الروح الرياضية وكان ذلك مناخا خصبا لاندساس مثيري الشغب بين هذه الروابط.

وبدأ المحامى العام لنيابات بورسعيد التحقيق في الواقعة واحال المتهمين للمحاكمة، وقرر وزير العدل نقل المحاكمة لمحافظة القاهرة بدلا من بورسعيد على أن تعقد بمقر اكاديمية الشرطة للحفاظ على المدينة الباسلة والمتهمين وأهالي الشهداء.

وبدأت أولى جلسات المحاكمة في 17 أبريل 2012، وسط حالة من الغضب الشديد من المتهمين الذين ظلوا يهاجمون الداخلية ويؤكدون أنهم مظلومون وزج بهم بالقضية لتهدئة الرأى العام وألقى القبض عليهم بطريقة عشوائية من الشوارع.

ومن ناحية أخرى انهارت أمهات الشهداء وسقط بعضهن مغشيا عليها وحضرن مرتديات التىشيرتات السوداء المدون عليها "يانجيب حقهم يا نموت زيهم" وحملن صور أبناءهن على صدورهن وانضم إليهن ألتراس أهلاوى وتجمعوا أمام مبنى أكاديمية الشرطة تنديدا بالمجزرة.

"إعدام وسجن وبراءة "
حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد بتاريخ 2013/1/26 بإعدام 21 من المتهمين وتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 2013/3/9.

في 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقًا على 21 من 73 متهمًا وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسئولين في وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهمًا.

"حيثيات الحكم"
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهمين تحولوا إلى وحوش ضارية أدخلوا المجنى عليهم في شباكهم وحملوهم بعد تكتيفهم من أرجلهم وأيديهم وألقوهم من أعلي السور، وإن عصام سمك مدير أمن بورسعيد السابق أصر على إقامة المباراة رغم علمه بحالة الاحتقان والعواقب الوخيمة منها، ولكن أخذته العزة بالإثم ليثبت لقياداته أنه محل ثقتهم واختبأ وقت الأحداث تحت إحدى المظلات.

وإن لافتة "بلد البالة مجابتش رجالة " رفعها المتهم "ماندو" للتأثير على الجمهور المصرى لتنفيذ الجريمة، وأن الأوراق جاءت خالية من دليل تطمئن المحكمة لإدانة المتهمين الضباط الحاصلين على براءة وليس لهم دور في التأمين.

"إلغاء الأحكام بالنقض"
وفى 6 فبراير 2014، قضت محكمة النقض بقبول الطعون المقدمة من المتهمين والنيابة العامة، على الأحكام الصادرة من محكمة جنايات بورسعيد.

وأمرت المحكمة بإعادة محاكمة جميع المتهمين أمام دائرة أخرى من دوائر محكمة جنايات بورسعيد، كما تضمن الحكم عدم قبول الطعون المقدمة من 8 متهمين قاموا بتسليم أنفسهم عقب صدور أحكام غيابية عليهم، وتجرى الآن إعادة محاكمتهم من جديد.

"إعادة المحاكمة"
وبدأت أولى جلسات إعادة محاكمة المتهمين في 23 أغسطس 2014، واستمعت المحكمة إلى أقوال شهود النفى والإثبات وانتدبت لجنة من خبراء التليفزيون لفحص وتفريغ الأسطوانات المقدمة من النيابة العامة ومضاهاتها بكاميرات المراقبة بغرفة التحكم باستاد بورسعيد، وانتقلت المحكمة بنفسها إلى استاد بورسعيد وقامت بإجراء معاينة على الطبيعة لمسرح الاحداث، كما استمعت إلى مرافعة النيابة العامة، وكذالك استمعت إلى مرافعة أول 10 متهمين ومن المقرر أن تستمع المحكمة إلى مرافعة دفاع باقى المتهمين بجلسات 7و8و9و10 فبراير الجارى.

"اتهام 6 إبريل"
ومن ناحية أخرى أكد فريق الدفاع عن المتهمين أن الجاني في كل هذه الجرائم مجهول، وأنه حتى الآن لا أحد يعلم من هو "الطرف الثالث" أو "اللهو الخفي"، ومن هم "القلة المندسة"، وإن هناك (إبليس) يقوم بهذه الجرائم"، متابعا أنه بالفعل كانت "6 إبليس" متواجدة، مشيرا إلى حركة "6 إبريل"، وأن تلك الجرائم اتبعت "منهجا مستوردا" استخدمته جماعات سافرت إلى الخارج، وتدربت على كيفية إسقاط الدولة.

"المعزول هو السبب"
بينما يؤكد المتهمون بجلسات إعادة محاكمتهم أن الرئيس المعزول محمد مرسي دفع الكثير من الأموال الباهظة للتحريض على مذبحة الاستاد، وأنهم كبش فداء ضحت به الدولة من أجل الصراع على كرسى الحكم، ورددوا قائلين: "مرسي هو سبب حبسنا منه لله” ورفعوا صورا من داخل القفص لمرسي وهو يسلم على أهالي الشهداء ووعده لهم قائلًا: ”هجيب لكم حقكم”.
الجريدة الرسمية