الأحزاب بين التظاهر والتناظر
يبدو أن مصر أصبح فيها مواطن مصري ومواطن مصري بشرطة، الجميع يأسو على قتل شيماء الصباغ ولا جدال، وألف رحمة ونور، ولكن ما كل هذه المهاترات والاحتجاجات والمقالات التي أبدع فيها الكتاب المحسوبون على الهوية المصرية في اتهام الشرطة بقتلها.. هل نتجاهل التحقيقات ونقوم نحن بتوجيه الاتهامات، وناقص نصدر الأحكام أيضا؟
ثم ما هذا الهياج والاهتمام البالغ من منظمات حقوق الإنسان الغربية والأمريكية المشبوهة، بحادث القتل، بينما يستشهد يوميا ضباط وجنود الجيش والشرطة في سيناء وكل المحافظات والذي تعدي عددهم المئات، ولعلنا نتساءل لماذا اختار الحزب المحترم هذا التاريخ بالذات كي يتظاهر، وقد أعلن إخوان الشياطين عن عزمهم إشعال النيران.. أما قصة ضرورة وضع «بوكيه» الورد إحياء لذكرى الشهداء في هذا اليوم بالذات فهو سيناريو لا يقنع أي أهطل أو متخلف عقليا أو نزيل مستشفى يهمان، لعله يكون نوعا من التحدي لقانون التظاهر.
ألا يدري هذا الحزب المحترم أن مصر تخوض حربا أشرس من حرب أكتوبر؛ تواجه فيها الداخل من إخوان كفرونا وتوابعهم من عصابات القتل والدم، ومن الخارج حولها يدعمهم أجهزة مخابرات الشيطان الأكبر «أمريكا» إذا كان ذلك قد غاب عن عقل حزب يدعي حرصه على الدولة بمؤسساتها وجيشها وشرطتها ويرفع شعار ثورة ٢٥ يناير فماذا ننتظر من ذوي الثقافة المحدودة والأمية السياسية، هل أصبحت كل مهمة الأحزاب هي التظاهر والتناظر في أجهزة الإعلام، ومن هو المسئول في هذا الحزب الذي قرر أن تنزل شيماء وفريقها إلى الشارع في يوم يخطط فيه أعداء البشرية إعلانه ثورة جديدة.
ارحمونا.. لقد مللنا المظاهرات والمسيرات فلم يعد يقبلها وطني عاقل أو يتحملها في وقت يعمل الخونة على إنهاك الشرطة والجيش طبقا للمخطط الذي دبره أبالسة تركيا وقطر ورأس الأفعي أمريكا.. أليس ذلك عبئا إضافيا على الشرطة التي لا تكل ولا تمل ويزيدها شهداؤها إصرارا على حماية الوطن.
وأخيرا.. ما هي قصة قانون التظاهر الذي أصبح يشكل صداعا في نافوخ كل من يسمي نفسه ناشطا سياسيا أو معارضا شريفا أو كاتبا يتباكي مع الديمقراطية.
وهل يجرؤ أي شعب في العالم أن يتظاهر ويغلق الطرق ويشل حياة الناس دون إذن مسبق ولمدة محدودة، وفي مكان معلوم؟
علينا أن نفيق ونشكر الله الذي نجانا من مؤامرات لا يعلم إلا هو ما كنا سنلاقيه من مصير.