رئيس التحرير
عصام كامل

ارتفاع الدولار بنسبة 32% يهدد "الغلابة".. شركات المياه الغازية ترفع الأسعار بنسبة 20%.. الزيت والمعلبات وسندوتشات الفقراء تصعد إلى مستوى قياسى.. جودة: سياسات اقتصادية فاشلة وتحديد هامش الربح حتمي


أدى الارتفاع المتواصل للدولار مقابل الجنيه إلى اشتعال أسعار سلع "الغلابة" وأضاف أزمات جديدة للمواطن "الفقير" على ما يعانيه من أزمات لأن هذا التأثير امتد إلى الوجبات الرئيسية له ومن بينها "طبق الفول"، بالإضافة إلى الزيت والسكر؛ وفاقم الوضع عدم تدخل البنك المركزى للحد من ارتفاعات الورقة الخضراء مع انتشار السوق السوداء.


حيث رفعت معظم المحال وعربات الفول الأسعار بنسبة تجاوزت 20%، مرجعة ذلك إلى ارتفاع العملة الأمريكية بالبنوك وأصبح المواطن الضحية الأولى لتلك الإجراءات.

ارتفاع بنسبة 20%
كما قررت شركات المياه الغازية، رفع أسعار جميع منتجاتها بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20%. وتلقت المحال التجارية الكبرى منذ ساعات، بيان الأسعار الجديدة من الشركات، تمهيدا لبدء تطبيق الزيادة، اعتبارا من الأحد المقبل الأول من فبراير.

وأرجعت الشركات المنتجة هذه الزيادة، إلى ارتفاع سعر الدولار واعتمادها على استيراد المواد الخام بالعملة الأجنبية.

أول فبراير
من جانبه توقع مصطفى غنيم عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمواد الغذائية والبقالة التموينية بالاتحاد العام للغرف التجارية ارتفاع أسعار التونة والمعلبات المستوردة من دول آسيا بنسبة 8% أوائل فبراير.

وقال غنيم لـ"فيتو": إن الفترة القادمة تشهد ارتفاعات لأسعار السلع المستوردة من آسيا، بسبب ارتفاع أسعار الدولار، في حين تشهد السلع المستوردة من دول أوربا تراجعًا، لأن التعاملات الاستيرادية لتلك الدول تتم باليورو، المتراجع حاليا.

وأضاف غنيم: أن السوق في حالة ترقب للارتفاعات التي تشهدها السلع الغذائية في الفترة القادمة، والتي لن تحدد إلا مع دخول شهر فبراير.

ارتفاع الزيوت
من جانبه قال على هاشم، عضو مجلس إدارة شعبة المواد الغذائية والبقالة التموينية بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن أسعار الزيوت ارتفعت في الأسواق بنسبة 5%، مرجعا سبب الزيادة إلى ارتفاع سعر الدولار بالبنوك.

وأضاف "هاشم"، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن ارتفاع الأسعار يتحملها التاجر من هامش ربحه، بسبب حالة الركود التي تعم الأسواق، بفعل ارتفاع الأسعار، والتي أدت إلى ركود بعض السلع.

وتابع هاشم، أن أسعار الدولار بالسوق السوداء تراجعت اليوم الجمعة لتصل إلى 7.80 جنيهات، وأسعار السلع الغذائية المستوردة لا ترتبط أسعارها بارتفاع أو انخفاض سعر الدولار في نفس التوقيت، ولكن على السعر الذي تمت فيه عملية الاستيراد.

75% من السلع الغذائية
صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، قال إن مصر تستورد 75% من السلع الغذائية والحاصلات الزراعية من الخارج، موضحا أننا نستورد 92% من زيوت الطعام، و87% من الفول، و52% من القمح.

سياسات فاشلة
وأشار في تصريحات خاصة لـــ " فيتو" أن 75% من سندوتش الفول مستورد من الخارج، لافتا إلى أن الدولار ارتفع بنسبة 32%، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بهذا الشكل الملحوظ، خلال الأيام الماضية، منوها أن المواطن هو الضحية الوحيدة لهذه السياسات الفاشلة.

وتابع جودة أن ارتفاع أسعار الدولار ساهم بشكل رئيسي في ارتفاع تكلفة السلع الغذائية وغيرها من السلع التي يشكل الإستيراد جزء كبير من إنتاجها، متوقعا ارتفاع أسعار السلع المحلية بالتزامن مع هذا الارتفاع، كانعكاس طبيعي لحالة الانفلات الاقتصادي التي نعيشه الآن، وغياب الرقابة على الأسواق.

تفعيل الرقابة
وطالب الخبير الاقتصادي بتفعيل الرقابة على الأسواق المحلية لإنقاذ المواطن البسيط من جشع التجار، مؤكدا ضرورة تفعيل قانون الحد الأقصى لهامش الربح في ظل هذه الأوضاع.

من جانبه قال محمد رشاد صاحب مطعم "فول"، إن شيكارة الفول ارتفعت بشكل كبير بداية من الشهر الجارى، الأمر الذي جعلنا نرفع سعر طبق الفول والسندوتشات الشعبية.
الجريدة الرسمية