رئيس التحرير
عصام كامل

حسن نصر الله في أول ظهور له بعد «عملية القنيطرة»: نفتخر بشهدائنا في سوريا ولبنان.. إيران طلبت منا عدم الرد على إسرائيل.. والمقاومة لا تريد الحرب ولكنها لا تخشاها


في أول ظهور له بعد عملية القنيطرة، التي اغتالت فيها إسرائيل عددا من كوادر "حزب الله"، في غارات على جنوب لبنان، قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إن عملية اغتيال مجموعة القنيطرة، تشبه عملية اغتيال عباس الموسوى، وكانت إسرائيل تتصور أن حزب الله سيتكتم على هذه العملية ولن يعلن عن سقوط شهداء من أعضائه.


وأضاف نصر الله في كلمته التي ألقاها في أنصاره في بيروت اليوم الجمعة،" نحن نفتخر بهؤلاء الشهداء، نفتخر بأبنائنا الذين يسقطون في سوريا ولبنان وفى كل مكان، ولكن المفاجأة الأولى من حزب الله لإسرائيل هو البيان الأول لحزب الله بعد نصف ساعة من حادث القنيطرة عندما اعترف حزب الله بما وقع شرق القنيطرة، وأعلن عن أسماء الشهداء وكان بينهم أحد قيادات حزب الله".

وتابع "لا ننكر شهداءنا ولم نخفهم، ونعتز بهم، واعترافنا بعملية القنيطرة جعل القاتل يرتبك ولا يعرف إلى أين يسير".

الشعب الفلسطينى شريك في الدم
وأشار إلى أن الشعب الفلسطينى هو الشريك الأول لحزب الله في الهدف والدم، كذلك الشعب السورى، وعلى الجميع أن ينظر إلى الشريط الحدودى لإسرائيل مع الجولان، ليرى جبهة النصرة، الفرع السورى لتنظيم القاعدة، المصنف دوليًا بأنه تنظيم إرهابى.

وتابع أن "جبهة النصرة له حضور عسكري قوى ويمتلك الدبابات والمدافع ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يشعر بأى قلق من هذا الوجود العسكري الضخم بل إسرائيل تدعم جبهة النصرة، وتغطيه جويًا، وتفتح المعابر والمستشفيات لتستقبل جرحاه، فإسرائيل لا تشعر بالقلق من جبهة النصرة ولكنها تشعر بالقلق من شباب حزب الله الذين يسيرون دون سلاح على الحدود".

وتابع " إذا نسى العالم هذا التحليل وتجاهله فنحن لن ننسى إسرائيل ولن ننسى الشعب الفلسطينى وقضيته، هذه قضيتنا وقضية آبائنا ولن نتركها، وسيأتى أحفادنا ليستكملوا الحرب مع إسرائيل، التي تدعى أنها شعرت بالقلق من مجموعة القنيطرة المسالمة فضربتها بالمروحية".

وأكد أنه تألم إنسانيًا لفقدان مجموعة القنيطرة، إلا أنه على المستوى السياسي يرى في كل هذه العملية الخير والبركة من الله، ولا راد لقضاء الله.

واستطرد نصر الله، خلال كلمته قائلا، "إن إسرائيل انشغلت بتحليل وتوقع رد فعل حزب الله على اغتيال مجموعة القنيطرة، ومتى وأين وكيف يرد حزب الله على هذه العملية، والكثير من الأسئلة من يوم الأحد حتى الأربعاء الماضى، كل هذا كان يدور داخل إسرائيل، والمهم هو ما أصاب إسرائيل بعد إعلان حزب الله عن مجموعة القنيطرة، والتي تؤكد أنهم ارتبكوا بعد وجود عميد جيش إيرانى ضمن المجموعة".

إيران طلبت منا عدم الرد
وكشف "نصر الله"، أنه تلقى اتصالات من إيران تطلب منه عدم الرد على قتل إسرائيل لمجموعة القنيطرة، مؤكدًا أن أحباء حزب الله في إيران وسوريا لا يرضون المهانة لحزب الله أو أن يقتل أبناؤه وهو يقف يتفرج.

وأضاف: "عملية القنيطرة لا علاقة لها بالملف النووى الإيرانى ولا علاقة لها برئاسة الجمهورية اللبنانية، ولكن حزب الله لن يدع فلاحى إسرائيل يزرعون أرض الحدود، ولن تدع جنود إسرائيل يتغندرون على الحدود ويقتلون جنود حزب الله ليذهبوا إلى بيوتهم آمنين مطمئنين".

قتلتونا في وضح النهار وقتلناكم في وضح النهار
وأعلن أن المقاومة تمكنت من الرد على عملية القنيطرة في مزارع شبعا، في ذروة الاستنفار الأمني لإسرائيل، وفي وضح النهار انتقمت المقاومة لشهداء عملية القنيطرة، لافتا أن "إسرائيل كانت تعرف أننا سنرد، ولكنها حتى الآن لا تعرف كيف نفذ حزب الله عملية مزارع شبعا، واعترفت بأنها كانت عملية ذكية ومحترفة، وكما قتلتنا إسرائيل في وضح النهار قتلناهم في وضح النهار، وكانت الصواريخ في مقابل الصواريخ والقتلى والجرحى مقابل الشهداء، وهناك فوارق بين حزب الله وإسرائيل رغم كل هذا التشابه".

وتابع: إن "الفارق الأول أنهم جبناء وليسوا رجالا، وأنهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، أما رجال المقاومة فهم رجال لا يخافون الموت جاءوا للإسرائيليين من الأمام، ولم يغدروا كما غدر الإسرائيليون، وأما الفارق الثاني أن الإسرائيليين لم يجرأوا على تبني العملية، ولكن المقاومة تبنت العملية بعد وقوعها مباشرة، وفي النهاية قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة، هم لم يحصدوا إلا الخيبة، ونحن نجني العز والفخر".

جاهزون في كل وقت
وشدد نصر الله أن "المقاومة في لبنان في كامل جاهزيتها واستعدادها حتى ينقطع عنها النفس، والجماعات التكفيرية المسلحة وتلك الموجودة على حدود الاحتلال في الجولان حليف طبيعي للعدوان الإسرائيلي، وهم جيش صهيوني وإن رفعوا الراية الإسلامية".

ووجه نصر الله كلمته لإسرائيل قائلًا: "لم تجربونا بعد، ضربتونا يوم الأحد، وردينا عليكم الأربعاء أقوى من ردكم وأثبتنا فشل جيشكم، ويجب أن يفهم الإسرائيلي جيدًا أن هذه المقاومة ليست حمقاء، ولكنها حكيمة وشجاعة، وإذا كان العدو الإسرائيلي يحسب حسابه بأن المقاومة تخشى الحرب فأنا أقول له خذ علمًا نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها وسنواجهها إذا فرضت علينا وسننتصر بها إن شاء الله، لا تخطئوا بحساباتكم".

وأكد "نصر الله" في ختام كلمته أن "المقاومة لا تريد الحرب، ولكنها لا تخشاها ولا تخافها، وهذه رسالة حزب الله إلى كل إسرائيلى".

الجريدة الرسمية