رئيس التحرير
عصام كامل

جدل بين السياسيين الألمان بسبب استقالات "بيجيدا"


خسرت حركة "بيجيدا" اليمينية الألمانية أبرز قادتها، فبعد أسبوع من تنحي مؤسسها باخمان، جاء الدور على خليفته كاترين أورتل لتستقيل، فهل يعني ذلك نهاية للمظاهرات الكبرى المناهضة للإسلام في مدن عدة، أم ولادة لحركة جديدة؟


تقف حركة "بيجيدا" (وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب) أمام تحد كبير من أجل إعادة رص صفوفها بعد استقالة المتحدثة باسم الحركة، كاترين أورتل، ونصف الأعضاء القياديين، وقد أعلن عن إلغاء المسيرة المناهضة "لأسلمة الغرب"، التي كان من المقرر تنظيمها في مدينة دريسدن يوم الإثنين المقبل، وقال بيان صادر عن اللجنة المنظمة: إنه سيجري في الأيام المقبلة، اختيار مجلس إدارة جديد في اجتماع خاص.

وكانت كاترين أورتل، البالغة من العمر 37 عامًا، وخمسة أعضاء آخرون في مجلس إدارة "بيجيدا"، قد استقالوا من الحركة الأربعاء، بعد أسبوع واحد فقط من تنحي مؤسس "بيجيدا" لوتز باخمان، عن منصبه بعد خضوعه لتحقيقات واكتشاف صورة له تشبّه فيها بالزعيم النازي أدولف هتلر، ونشره لأقوال معادية للأجانب على موقع "فيس بوك".

وبينما عزت أورتل قرار استقالتها إلى ضغوط وسائل الإعلام، قالت الحركة التي تتخذ من دريسدن مقرًا لها: إن أورتل تركت منصبها "بسبب المشاكل الكبيرة والتهديدات وأوجه قصور مهنية".

وأضافت الحركة أن قضيتها مازالت "جيدة وعادلة"، أما رينيه يان، العضو الذي استقال أيضًا من "بيجيدا"، فقد نقلت عنه وسائل إعلام: أن سبب الأزمة في قيادة الحركة يعود إلى رغبة باخمان في البقاء ضمن فريق الإدارة، ومن الواضح أيضًا أنه كانت هناك خلافات بشأن التعامل مع حركة "ليجيدا" الأكثر تطرفًا في مدينة لايبزيج، وقال يان في تصريح لصحيفة "بيلد": "لا أريد أن تكون لي صلة بأداة النازية هذه ولا بالتصريحات اليمينية".

وعن استقالة أورتل، قال باخمان نفسه لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج": "إن أورتل استقالت لأنها تعرضت لتهديدات شديدة من قبل دوائر في حركة "أنتيفا" (المناهضة للفاشية والنازية)".

من جانبه، يرى زيجمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن هذه هي بداية النهاية لحركة "بيجيدا".

مضيفًا، على هامش برنامج حواري تليفزيوني عُرض مساء الأربعاء: "أعتقد أن هذه المظاهرات حققت على الأرجح أقصى ما تستطيع تحقيقه رسميًا، المنظمون يتفرقون عن بعضهم للتو وربما يكون ذلك أيضًا بمثابة الخلاص لدريسدن".

لكن البروفيسور فيرنر باتسيلت، أستاذ علم السياسة المقارن بجامعة دريسدن، يعتبر أن أزمة القيادة في "بيجيدا" لا تعني بالضرورة نهاية الحركة، إلا أن خبير الحركات اليمينية المتطرفة في برلين، هايو فونكه، يخالفه القول، إذ يوضح أن "هذه هي بداية نهاية حركة "بيجيدا"، فهذا الشكل الكبير من الفوضى لا يمكن للتحالف أن يتحمله - حسب تعبيره.

أعضاء القيادة الذين انسحبوا مع كاترين أورتل من "بيجيدا" يريدون إنشاء تحالف خاص بهم، إذ صرح المنظم السابق في الحركة، بيرند فولكر لينكه، لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس: "لقد قررنا المضي قدمًا.. إن التركيز في المستقبل سيكون على موضوع الديمقراطية المباشرة ومشاركة أقوى للمواطنين".

ووفقًا لما نشرته صحيفة "زيكزيشه تسايتونغ"، فإن المجموعة المحيطة بأورتل تخطط لإنشاء جمعية جديدة يقال إن اسمها سيكون "الحركة من أجل الديمقراطية المباشرة في أوربا"، ما قد يعني أن سياسة استقبال اللاجئين لن تكون موضوعًا رئيسيًا، كما يرغب الأعضاء السابقون في "بيجيدا" أن يقتدوا سياسيًا بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي - حسب التقرير.

كما أكد لينكه معلومات للصحيفة، تفيد بأن التحالف الجديد يخطط لتنظيم مسيرة خاصة به يوم التاسع من فبراير، وأن هذه المظاهرة قد تم تسجيلها لدى الشرطة، من جانبها، دعت "بيجيدا" مجددًا لمظاهرة في نفس اليوم.

يشار إلى أن حركة "بيجيدا" تقوم منذ أكتوبر بتنظيم مظاهرات أسبوعية مناهضة للإسلام وللمهاجرين في دريسدن، وكانت آخر مظاهرة للحركة الأحد الماضي قد شارك فيها، حسب ما قالت الشرطة، أكثر من 17 ألف شخص، وهو رقم يقل عن الأسابيع التي سبقته.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أوضح خبير التطرف تيمو راينفراك، المنسق لدى مؤسسة "أماديو أنطونيو"، أن "العامل الحاسم الآن (في نهاية "بيجيدا" أو بقائها) هو مدى نجاح التحالف في إعادة تجميع صفوفه".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل
الجريدة الرسمية