إلى كل وجدي غنيم.. هناك شيء اسمه «الشرف»!
أم ثكلى دفع ابنها حياته لدفاعه عن وطنه في حرب يخوضها الجيش المصري ضد عصابة لا آدمية.. أم تذرف دما بدلا من الدموع بعدما فقدت ابنا ظلت تحمله شهورا ببطنها وترعاه سنوات حتى شب عوده وأصبح يافعا قويا لتخطفه يد الإرهاب الأسود وتتحول حياة الأم إلى جحيم لأنها لن ترى ابنها مرة أخرى.
أي دين هذا الذي يبيح القتل؟!..أي إنسانية تلك التي ترضى بحرمان الأم من ابنها؟
ما حدث في سيناء أمر يفوق كل التصورات ولا علاقة له لا بالمنطق ولا الدين ولا الإنسانية ولا بالحق..أمر استثنائي طارئ ستتجاوزه مصر بإذن الله كما تجاوزت غيره.
مشاهد ما جرى في العريش لا تعبر إلا عن معان معينة واضحة فما جرى "كفر" و"خسة" و"انحطاط"، فالجيش المصري الذي يتعرض لهجوم دائم من بعض السياسيين يواجه منفردا عصابات إرهابية لا علاقة لها بالدين ولا الإنسانية.
هذا الجيش يا سادة يواجه حربا قذرة لا يواجهها غيره في العالم.. ربما يقول البعض إنني من "عبيد البيادة".. وأشهد الله وحده أنه إن كانت عبادة البيادة موجهة لأولئك الجنود الذين استشهدوا دفاعا عني وعنكم في العريش فلا مانع من ذلك.. إن كانت عبادة البيادة هي أن نقدر جنودنا الذين يستشهدون يوميا في الحرب القذرة ضد الإرهاب فلا مانع من ذلك.
أجل فما يطلق عليه "نشطاء الغبرة" عبادة البيادة هو شرف كبير لا يوجد في قاموسهم وفشلوا في الوصول إليه لأنهم لا يرون إلا أنفسهم ولا يهمهم إلا مصالحهم الدنيوية الدنيئة.. فإذا كان حب هذا الجيش الذي يدافع عني وعنكم ويستشهد مجندوه وضباطه لنعيش في سلام عبادة.. فما أحلاها عبادة!
انظروا إلى ردود أفعال هؤلاء المتنطعين وأشباه الرجال بعد الحادث الإرهابي الحقير الذي استهدف العشرات من خيرة إخوتنا وأبنائنا في العريش.. انظروا إلى هذا الحقد الدفين الذي ملأ القلوب والعقول تجاه جيش مصر.. والله ستذهلون من حقارة ودناءة هؤلاء.
فهذا الوجدي غنيم المحسوب زورا وبهتانا على قائمة الشيوخ، لعنة الله عليه، أقام حفلا ماجنا على جثث شهدائنا من جنود الجيش، ليس ذلك فحسب بل إن هذا الكائن الشبيه بالرجال شتم هؤلاء الشهداء واتهمهم بالغباء واعترف أنه لو كان مكان الإرهابيين لفعل ما هو أكثر من ذلك!!
ياالله كيف لهذا المسخ أن يكون محسوبا على صنف الرجال..كيف لهذا الوجدي أن يكون محسوبا على الإنسانية؟!!
ألا يعرف هذا الحقير أن جزءا كبيرا ممن استشهدوا في حادث العريش الخسيس قدموا مثلا رائعا في الرجولة والتضحية والفداء..ألا يدرك هذا الوجدي أن أكثر من 10 جنود صنعوا من أجسادهم درعا بشرية أمام السيارة المتفجرة حتى لا تصل لبقية زملائهم؟
ألا يدرك هذا الحقير أن استشهادهم شرف كبير؟!.. بالطبع لا.. فهو لا يدرك ذلك لأن قاموسه هو ومن هم على شاكلته لا يحتوي على كلمة "الشرف".
هذا الوجدي وأمثاله هم الخطر الأكبر على مصر.. ويجب أن يتم القصاص منهم بالتوازي مع عملية القصاص ممن نفذوا هذه العملية الحقيرة.
المعركة في سيناء في غاية الصعوبة لأن الجيش يقاتل مجموعة من أفراد العصابات ولا يقاتل جيشا نظاميا، وعلى الرغم من ذلك فهناك نجاحات تتحقق لا يمكن نكرانها، بالطبع نحن في منتهى الحزن على شهدائنا الأبرار الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن وطنهم وما أغلاه من ثمن.
لا تنظروا لجزء من الكوب لكن انظروا إليه كاملا، ففي سيناء هناك حرب وشهداء وإرهابيون قتلة وهناك انتصارات تتحقق على عصابة داعش.
أما بقية الكوب فحدث ولا حرج فهناك في العراق وسوريا تقاتل أمريكا وعدة دول هذه العصابات لكن "داعش" هو من يسجل انتصارات متتالية وتتمدد على الأرض.
جيش مصر يحارب وحيدا في سيناء وسط تواطؤ وتآمر دول إقليمية وأجهزة مخابراتية تساعد تنظيم داعش الإرهابي، والتحالف الأمريكي يضم 21 دولة بأسلحة متطورة للغاية يحارب داعش دون مؤامرات ضد التحالف..هذا هو الأمر!
الجيش المصري في سيناء يقاتل خوارج العصر وعصابات الإرهاب التي فشلت 21 دولة في الانتصار عليها..ألا يستحق ذلك أن نقبل أيدي وجباه وأقدام من يقاتلون دفاعا عنا، ألا يستحق ذلك أن نحتضن كل أم فقدت ابنها في هذه الحرب؟! ألا يستحق ذلك أن نلفظ أمثال هذا الوجدي غنيم ونركلهم بأقدامنا؟
الإجابة.. أجل، الأمر يستحق ما هو أكثر من ذلك.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأرانا عجائب قدرته في قتلتهم.