لن نعلن الحداد بل أعلنا التحدي
عيوننا تزرف الدموع لفراق فلذات أكبادنا وتلاحقهم حتى مثواهم الأخير، نزفهم في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان إلى جنة الله في السماء، فكل شهيد منهم يتحول لمصباح بالسماء ينير لنا الليالى المظلمة التي تحيط بنا فنبصر الأمل من جديد، تتلألأ أنوار فجرنا مع بداية أخذنا لثأر أبنائنا، ليس لدينا وقت لإعلان الحداد لأن دم أبنائنا لن ينشف إلا بالثأر له ونحن قادرون، كم مرت علينا أوقات عصيبة تكاد تمزق وطننا ونحن صامدون حتى اندثر تحت أقدام أبناء وطنى جميع أجساد المعتدين على أرضنا.
يا من تريد قتال المصريين أبشر فإنك هالك لا محالة، ألم تقرأ التاريخ إنها مصر مقبرة الغزاة وإن لم تصدق فاقرأ التارخ أو استحضر روح جانكيز خان لتعلم على يد من تم محو أسطورة التتار وأنت لم تكن أشد منهم قوة ولا قلبك أغلظ من قلوبهم، نحن تنصهر تحت أقدامنا الطغاة من قديم الزمان عندما طردنا الهكسوس على يد جدنا أحمس مرورًا بالمماليك والعثمانيين والتتار ثم حروب الصليبيين تليها حقبة احتلال لدول غربية كثر ونهايتها كانت تدمير جيش بنى صهيون، كل هذا مر على بلادنا ولم تنل من عزيمتنا الروح الانهزامية، لتعلم أيها الإرهابى الغشيم، كلنا جيش فإن نالت أيادى غدرك فرد من رجال بلادى فيسنطلق لمواجهتك مائة فرد مكانه، كلنا على قلب رجل واحد وعندما يحيط بوطننا الخطر يتحول شعب مصر لثكنة من ثكنات الجيش حتى النساء منا تنتزع منها صفات الأنوثة وتتحول لنمر يقف بجوار الأسود لتنال بأنيابها أجساد الحيوانات المعتدية على أرضها، وتاريخ نضال المصريات مع الاحتلال ليس ببعيد.
صامدون حتى الرمق الأخير وكلنا وراء جيشنا ورئيسنا ولن يزيدنا إرهابكم إلا إصرارًا لمواصلة الطريق، لقد فوضنا الرئيس لمحاربتكم في شهر يوليو الماضى ومستعدون لتفويضه مرة أخرى حتى ينتزع جذوركم العفنة المخترقة بلادنا، نحن على الحق المبين ولن تنالوا من رمل أرضنا وسنروى سينا بدمائنا لتلتحم مع دماء أجدادنا وتتحول أرض الفيروز إلى شوك يهلك أقدام من تسول له نفسه بوضعها في هذه البقعة الغالية من أرض مصر.
عقيدتنا الفطرية التي فطرنا عليها رب العالمين تجعل منا شعبا يعشق دينه وأرضه مستعدا لتقديم روحه في أي وقت دون حساب أو تفكير تاركًا وراءه الدنيا بكل ما فيها فلقد ناداه الوطن ولن يسمح لنفسه بطمس أذنيه لهذا النداء المقدس، لذلك التفاؤل لم يغب عن فكرى لحظة ليس بسبب ما يحدث فالمشهد ضبابى لكن لإحساسى بمصريتى التي تتوهج داخلى عند كل حادث إرهابى وعمل عنيف يحيط ببلادى الضرر فأنا أعلم أن هذه الفطرة المصرية تتوهج بداخل الشعب أجمع في نفس التوقيت، فإذا أعلن هذا الشعب عن غضبه لن يقف أمامنا أحد وسنسحقهم من على وجه الأرض حتى وإن كانت أسلحتنا بدائية الصنع أمام تكنولوجيا الدول الممولة لهم، فالإنسان بنظرى أهم من كل هذه التطورات وعندما يستخدمها الجبناء سيتساقطون خوفا من زئير الأسود القادمين نحوهم حتى وإن كانوا لا يحملون شيئا سوى أنيابهم.
أدعو الله أن يكون هذا اليوم بردًا وسلامًا على كل أم فقدت ابنها منذ بداية حربنا على الإرهاب وحتى لحظات كتابة هذه السطور، أدعو الله أن ينصر جيش بلادى في حربه مع الإرهاب الأسود ويثبت أقدامهم ويلهم رئيسنا القرارات الصحيحة دائمًا للعبور ببلادنا لبر الأمان، بلادى اليوم نزف رجالك شهداء الأرض عرسان السماء لمثواهم الأخير لينعموا بجنة الخلد بجوار الصديقين والأبرار فنعم الفوز العظيم.