في ذكرى رحيله.. «غاندى»عاش للهندوس ومات للمسلمين.. درس القانون في لندن.. قاوم العنصرية في جنوب أفريقيا.. حارب بريطانيا بالعصيان المدنى.. دعا لاحترام الأديان.. واغتاله هندوسى متعصب
هادئا يحمل في هدوئه كافة أوجه العنف التي فجرت الثورات، صابرا لدرجة جعلت معارضيه قبل مؤيديه يحترمونه بطريقة تشبه القديس، ولما لا وهو الروح العظيمة التي نبتت في أرضهم لتخرجهم من الظلمات إلى النور ومن جهل التمييز إلى معرفة المعايشة ومن ذل الاستعباد إلى عزة الحرية هو السائر على تعاليم المسيح التي قرأها يوما ما فظلت في ذهنه لا تفارقه هو الذي قرر أن يكون التغيير بالامتناع لا بالمقاومة.
البداية
لم ينس هذا اليوم الذي ركب فيه القطار من الدرجة الأولى في جنوب أفريقيا وكان محرمًا وقتها على الجنس الأسود أن يركب أصحاب البشرة السمراء القطار في الدرجة الأول رغم إنه كان يرتدى بدلة باهظة الثمن وهو ما دفعه إلى تكريس حياته لإنهاء تلك العنصرية.
المهاتما غاندى أو الروح العظيمة كما هو معناها محرر الهند وصاحب استقلاله من خلال فكرة العصيان المدنى وحرب اللاعنف التي تبناها في حياته، بعد أن ولد في عام 2 أكتوبر 1869 وتوفى في مثل هذا اليوم 30 يناير من عام 1948.
انتمى "غاندى" واسمه الحقيقى مواهنداس كرمشاند غاندى إلى أسرة سياسية فجده ووالده تولوا رئاسة إمارة بوربندر بالإضافة إلى مشاريع عائلته التجارية.
حياته
قضى "غاندى" حياته في دراسة القانون في لندن وهناك قرأ تعاليم الإنجيل التي تدعو إلى السلام ثم سافر إلى جنوب أفريقيا ليفاجأ بوجه العنصرية القبيح الذي كان يخيم على القارة في هذا الوقت وهناك قرأ كتابات الكاتب الروسى تولستوى قبل أن يبدأ في تأسيس حزب سياسي وجريدة حملت اسم رأى الهند.
لماذا اتخذ غاندى الطرق السلمية في النضال هذا السؤال يجيب عليه راجموهان حفيده حينما قال "تأثر جدى كثيرا بأفكار الكاتب الأمريكى دافيد تورو" صاحب فكرة العصيان المدنى.
النضال في جنوب أفريقيا
عاد غاندى بعد دراسته في لندن إلى الهند عام 1980 لكنه لم يستطع العيش بسبب وفاة أمه ليذهب بعدها إلى جنوب أفريقيا وهناك تعرف على كافة أوجه العنصرية ليقرر الدفاع عن الهنود بالإضافة إلى الدفاع عن كافة المظلومين واستطاع في تلك الفترة أن يعيد الثقة إلى أبناء الجالية الهندية بالإضافة إلى تأسيس حزب المؤتمر الهندى وكافح قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
في عام 1915 عاد غاندى إلى الهند وفى غضون سنوات قليلة أصبح الزعيم الأكثر شعبية والمحامى الناجح، ما أجبر عددا من القيادات السياسية والدينية إلى إلغاء قانون التمييز الانتخابى في الهند.
ناضل غاندى ضد الاحتلال البريطانى للهند وتحداهم في قانون لستخراج الملح من الأراضى الهندية ونظم مسيرة سلمية تم على إثرها توقيع اتفاقية بين البلدين، ثم عاد مرة أخرى إلى النضال بعد أن أعلنت بريطانيا أن الهند دولة محاربة في الحرب العالمية الثانية.
نضال من أجل المسلمين
استقلت الهند وكان خوف "غاندى" أن يكون هناك دولتين دولة هندوسية ودولة مسلمة وهو ما حاربه "غاندى" وتوصل إلى اتفاق للتعايش مع الأقلية المسلمة وهو ما أدى إلى اغتياله في مثل هذا اليوم على يد أحد الهندوس.