رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم السوداني: حلايب وشلاتين «قضية خلافية».. المناهج السودانية لا تعترف بالحكم المصري في الخرطوم قديمًا.. المدارس السودانية تعلم الطلاب السوريين بالمجان.. علاقاتنا بمصر أكبر من الأنظ


أكد وزير التربية والتعليم السوداني "آدم عبد الله النور"، أن "حلايب وشلاتين" منطقة نزاع بين مصر والسودان، وأن المناهج الدراسية السودانية تتطرق إليها باعتبارها منطقة نزاع بين البلدين.


وأضاف أن كلتا الدولتين ترى أحقيتها في المنطقة، مشيرا إلى أن حل هذا النزاع يكون بالحوار بين الحكومات، مشيدا بالدعم المصري للسودان في مجال التعليم.

وقال خلال حواره مع "فيتو" على هامش مؤتمر وزراء التعليم العرب بمدينة شرم الشيخ: "إن الإرهاب عطّل مسيرة التعليم في العديد من الدول العربية ومنها السودان".

وفيما يتعلق بعلاقة مصر بالسودان في مجال التعليم، قال: "إنها علاقة أخوة وترابط، ومصر تقدم العديد من المساعدات للسودان في مجال التعليم، وعلى رأسها الخبرات الفنية والمعلمين، والمدارس المصرية بالسودان شاهدة على ذلك". مشيرا إلى أن قوة مصر تمنح السودان قوة في أي مجال من المجالات والعلاقات المصرية السودانية لا تقتصر فقط على التعليم ولكنها تمتد إلى السياسة والاقتصاد وكل الجوانب.

المدارس السودانية بمصر
وأوضح أن المدارس السودانية في مصر تدار بواسطة وزارة التربية والتعليم السودانية، ولا تدار من خلال وزارة التربية والتعليم المصرية، كما يشيع البعض، لأنها مدارس تخص طلاب أبناء الجالية السودانية بمصر، مؤكدا أنها تعتمد على تدريس المناهج السودانية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم بالسودان.

وفيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، قال: "إن الكل يعلم أن هناك توترات سياسية في عدد من الدول العربية، ومنها سوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية التي تعاني أحداث عنف وتطرف، ومثل هذه الأحداث أثرت بشكل كبير على الارتقاء بالمنظومة التعليمية، ليس في هذه الدول فقط، لكن في جميع الدول العربية".

المنطقة العربية
وأشار إلى أن أي نزاع أو توترات داخلية في الدول العربية، تؤثر بشكل ما على منظومة التعليم في تلك الدول أو في دول الجوار، فمثلا الأحداث في سوريا أدت إلى حرمان عدد من الطلاب السوريين من استكمال تعليمهم في مدارسهم، وأثر ذلك على الدول التي فتحت مدارسها للطلاب السوريين لتلقي التعليم بها، ومن ذلك السودان التي فتحت أبواب مدارسها لتعليم أبناء السوريين بالمجان.

وأضاف: "هناك تدفق كبير من الطلاب السوريين على السودان". وقال: "بفضل الله فالمدارس السودانية تستوعب جميع الطلاب النازحين من سوريا، وذلك لا يقتصر على المدارس الحكومية فقط، فحتى المدارس الخاصة في السودان تستقبل الطلاب السوريين، وهناك قرار من وزارة التعليم السودانية لاستيعاب الطلاب السوريين بالمجان". وأضاف: "ليس لدى إحصاء دقيق الآن حول أعداد الطلاب السوريين في مدارس السودان، ولكن أعدادهم كبيرة".

وأكد أن هناك العديد من الطلاب المنتمين لجاليات أخرى غير السوريين يدرسون في السودان، بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من الطلاب المنتمين لدولة جنوب السودان، ما زالوا يدرسون في مدارس السودان بالشمال، رغم انفصال الجنوب، وهم يدرسون أيضا دخل جامعات السودان.

العلاقات المصرية السودانية
وعن العلاقات المصرية السودانية في فترة حكم الإخوان وأثناء فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال: "إن الأوضاع السياسية تختلف عن الأوضاع التعليمية، ففي المنظومة التعليمية في السودان، لا نقول مصر الإخوان أو مصر السيسي، لكن نقول مصر فقط".

وأضاف أن العلاقات السودانية المصرية، ستظل قوية ومتينة مهما كانت الظروف؛ لأن العلاقات المصرية/ السودانية من قديم الأزل وهي راسخة في الجذور، ولذلك وزارة التربية والتعليم السودانية توطد علاقتها بنظيرتها المصرية في كل الأحوال، والدليل على ذلك أن السودان لم تفكر في إغلاق المدارس المصرية الموجودة بها مهما كانت الظروف السياسية، وكذلك لم تفكر مصر في إغلاق المدارس السودانية.

جنوب السودان
وتابع قائلا: "العلاقات السودانية مع جنوب السودان علاقات نستطيع أن نقول إنها علاقات مهمة وقوية جدا، فمهما يحدث من مشاكل ستظل هذه العلاقات قائمة، ووزارة التعليم السودانية تولى اهتماما كبيرا بالتعليم في جنوب السودان، وتقدم كل خبراتها للدولة الحديثة، من أجل تكوين منظومة تعليمية قوية، فالكادر الفني الموجود هناك هو من السودان".

وأضاف: "وقّعنا بروتوكولا مع جنوب السودان لمدة عامين، ينتهي هذا العام، وينص البروتوكول على تقديم الخبرات لجنوب السودان، فيما يتعلق بالتدريس وتدريب المعلمين، والمناهج وكيفية وضعها، والامتحانات وكيفية تنفيذها، وإلى الآن فإن وزارة التربية والتعليم السودانية، هي التي تضع امتحانات الطلاب بجنوب السودان".

الدعم المصري
وعن الدعم المصري للسودان في مجال التعليم، أوضح أن مصر تقدم دعما كبيرا للسودان في مجال التعليم، وتتعدد أوجه هذا الدعم بين دعم فني ومادي، فالمدارس المصرية منتشرة في السودان على نطاق واسع وتقدم خدماتها للطلاب السودانيين في جميع المراحل في التعليم قبل الجامعي، وكذلك فإن مصر تقدم دعما للمدارس السودانية الموجودة في مصر، إضافة إلى تبادل الخبرات فيما يتعلق بالتعليم، وتدريب المعلمين، وكذلك الاستعانة بمعلمين مصريين في المدارس السودانية.

التطرف
وقال: "إن السودان من أكثر الدول التي تأثرت بالأحداث المتطرفة وطالتها أيدي الإرهاب". وأضاف أنه بالتأكيد كل حدث سياسي يؤثر على العملية التعليمية، وتأثرت العملية التعليمية في السودان بفعل الأحداث المتلاحقة التي شهدتها، ولكننا نستطيع تجاوز هذه الأحداث لاستكمال مسيرة التعليم في السودان.

أوضاع المدارس
وكشف تفاصيل خريطة المدارس في السودان، قائلا: "إن أوضاع المدارس في السودان تشبه الوضع المصري، لكننا نختلف عن مصر بأن نظام التعليم في السودان نظام اتحادي طبقا لنظام الحكم في السودان، ووزارة التربية والتعليم لدينا تسمى وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وفي كل ولاية ما يشبه وزارة للتربية والتعليم وجميعها تنضوي تحت لواء الوزارة الاتحادية".

وأضاف: "لدينا 18 ولاية وكل ولاية بها وزارة للتعليم، وكل ولاية تدير نظامها التعليمي وفقا لرؤية شاملة، وكل ولاية تكون مسئولة عن نتائج الطلاب بها، أما فيما يتعلق بالخريطة المدرسية فهناك المدارس الحكومية السودانية والمدارس الخاصة، والمدارس الدولية ومدارس الجاليات، والمدارس الأجنبية، وهذا الوضع يشبه الوضع في مصر".

الرقابة على المدارس
وعن كيفية تنفيذ وزارة التربية والتعليم في السودان عملية الرقابة على المدارس، قال: "إن الرقابة على المدارس تتم بشكل مركزى ولا مركزي، فالمركزي يكون عن طريق وزارة التربية والتعليم الاتحادية، والتي تضع خطط المراقبة، واللامركزي عن طريق الولايات السودانية".

وأضاف: "كذلك الأمر في الامتحانات التي يخضع لها الطلاب، فهي تتم بشكل لا مركزي عن طريق الولايات وبشكل مركزي في الامتحانات العامة وامتحانات الشهادات".

الثانوية العامة
وحول تجربة امتحانات الثانوية العامة التي تعقدها مصر في السودان، قال: "هي تجربة رائدة ومفيدة جدا، ونحن في السودان نستفيد كثيرا من الخبرات المصرية في مجال التعليم، في جميع مراحله".

حلايب وشلاتين
وعن معالجة المناهج الدراسية السودانية قضية حلايب وشلاتين، أضاف: "إن مشكلة حلايب مشكلة قائمة منذ زمن بعيد بين السودان ومصر ونحتاج أن نتجاوزها، فهناك نزاع قائم على المنطقة بين الحكومتين المصرية والسودانية، وهذا النزاع لن يحل إلا بالنقاش والتفاهم، والمشكلة في منطقة حلايب وشلاتين، أن كلا من مصر والسودان ترى أنها تابعة لها، وبدلا من الحديث عن مناقشة حلايب وشلاتين في المناهج السودانية، علينا أن نبحث كيف نتوافق، لأن الخوض في تفاصيل معالجة كتب المدارس للقضايا الخلافية يزيد من الخلاف ولا يرأب الصدع".

وفيما يتعلق بمعالجة السودان قضية التاريخ وقت أن كانت السودان تابعة للحكم المصري، رفض الوزير السوداني الاعتراف بأن السودان كانت تدار تحت الحكم المصري، وقال: "إن كتب التاريخ السودانية تعالج التاريخ كتاريخ، ونحن لا نعترف بوجود قديم وحديث، والسودان لم تكن تحت الحكم المصري، لكن كانت مصر والسودان تحكمان بنظام حكم ثنائي، ونحن نسعى إلى تعليم طلابنا تاريخ بلادنا بما يحفظ هويتنا، والغرض من دراسة التاريخ والجغرافيا هو تعريف الطالب والتلميذ بالأحداث والوقائع التي تمت، وتعريفه بالقيم الجغرافية".

شارلي إيبدو
وحول الاعتداء الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، قال: "نحن نرفض الإرهاب والتطرف بصفة عامة، ولا أعلم ما إذا كان لدول الغرب علاقة بالمتطرفين الذين نفذوا الحادث أم لا، لكن في العموم نحن نرفض التطرف والإرهاب بكل أنواعهما وصورهما، فكما نرفض الاعتداء على الصحيفة الفرنسية نرفض أيضا التطرف الفكري في نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، والحل في كل القضايا يكون بالحوار وليس باستخدام العنف".

وفي شأن آخر، علق وزير التعليم السوداني عن براءة نظام مبارك، بقوله: "إن هذا الأمر يخص القضاء.. ونحن نشيد بالقضاء المصرى، ولا نتدخل في هذا الشأن".
الجريدة الرسمية