رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا مليونيات الثوار ضعيفة؟


هناك مبدأ ثابت فى مصـر لم يتأثر بفكر الثورة، إذا أردت أخذ ما هو حق لك لابد أن تظهر بعض القوة حتـى يستجيب الطرف الآخـر (الحـاكم)، ويعطيك ما هو حق لك؛ فمطالب الثورة لا تتحقق إلا بعد أن تعتصم فى الميدان، كما أن أصحاب المصالح إذا أرادوا مصلحتهم حشدوا أنصارهم وبدأوا فى الظهـور الإعلامـى حتى يبدأ الرئيس فى تنفيذ المطالب.

والعجيب أن من فى السلطة لا يدرك أننا بتلك الطريقة نسيـر فى طريق مظلم لا نهاية له؛ كما أن هذا الطريق يجعل المتربصين بالثـورة يستغلون ما يحدث أمامهم حتى يجعلوا صـورة شباب الثورة وقحة فى نظر الشعب، كالذى وضع البنزين بجانب النار ثم بدأ يتساءل من الفاعل؟!
وإضافة للكـوارث يقوم أنصار الرئيس بالمشاركة فى هذه المعضلة، فبسببهم يعتقد الحاكم أنه على حق وليس هناك معارضيين يريدون الصالح العام، فقط أصحاب مصالح وإذا سألت هل هناك حال آخر؟ تجد أن الطريق الوحيد الذى يتم إجبار الناس عليه هو التظاهرات والضغط بقـوة لأخذ الحقوق.
وتبدأ المشكلة الأكبـر عندما يكـون لك مطالب ولا يوجد لك أنصـار لأنك مجـرد مـواطن، كما أنك لا تملك أى منصة ولا منصب إعـلامى، حتى تستطيع أن تطلب حقك !! وتجد نفسك مظلوما لأصوت لك كل ما تستطيع فعله هو أن تثرثر فى الشارع ولا أحد يسمع صوتك، لأنك مجرد مواطن لم ينتم لحزب أو حركة أو لديه صلة بالإعـلام؛ فالحل الوحيد أمامك هو أن تدعو ولن يسمعك أحد غير الله.
أما إذا كانت لديك حشـودا فحينها تدعو لمليونيات ظاهرها المصلحة العامة وباطنها المصلحة الشخصية البحتة، ويبدأ الشعب فى التجمع حولك ظناً منهم أنك تريد ما هو خير لهم، وبعد عدد ساعات تفشل المليونية ويصبح موقف الثـوار ضعيفا ونتساءل لماذا مليونيات الثوار ضعيفة؟
أعتقد أنه حان الوقت لتصحيح الأوضاع، لابد أن يرجع التحرير ميدان المظلومين وأن يراعى السياسيون وأصحاب المصالح هذا الشعب الذى نادى بثـورة لحياة أفضل ليس لحياه أفضل لكم، هكذا تجنى المليونيات ثمـارها لكن لا حياة لمن تنادى، فمصـر كالتورتة الجميلة أصحاب السلطة يريدون قطعة وبسبب الأنانية المتفشية يضعون أيديهم فى التورتة حتى تصبح التورتة الجميلة خرباً ودماراً وفى النهاية الذى يتحمل النتائج هذا الشعب ويصبح أمام الأمـر الواقع، وحين تواجه أصحاب السلطة بما فعلوه تجدهم يضعون مخرجاً لما فعلوه مستخدمين أدوات التبرير والتلفيق من خلال مؤيديهم، والأغرب أن هؤلاء تجدهم فى المظاهرات يدعون معك وكما لو أنهم ليسوا أصحاب سلطة.
Lovers.fares@yahoo.com




"
الجريدة الرسمية