بانتظار حكومة الإرهابيين
مع استمرار الأزمة الوزارية الإسرائيلية، قرأت فى صحفهم مقالات تقترح إجراء انتخابات جديدة تنتهى بفائز وخاسر بشكل واضح، وعندى اليوم للقارئ مشاهد إسرائيلية.
بنيامين نتنياهو حصل من الرئيس شمعون بيريز على مهلة أسبوعين إضافيين لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، مع ترجيح مراقبين أن يتم التشكيل خلال أيام فيضم تحالف ليكود – اسرائيل بيتنا وييش آتيد وبيت يهودى وهاتنوا وكديما.
رئيس وزراء إسرائيل كان يريد العودة إلى تحالفه القديم مع الأحزاب الدينية اليهودية التى يستحيل السلام معها، إلا أنه فشِل مع نجاح حزب ييش آتيد برئاسة النجم التليفزيونى يائير لابيد وبروز حزب بيت يهودى برئاسة المهاجر الأميركى نفتالى بنيت. وهو حاول شق هذين الحزبين، إلا أنه اكتشف وجود علاقة شخصية قوية بين لابيد وبنيت، واختار أن يتعامل معهما ثم دخل مأزقاً آخر لأن لابيد أعلن صراحة أنه سيخلف نتنياهو فى رئاسة الوزارة بعد الانتخابات القادمة، ويريد الآن وزارة الخارجية، ما يعنى أن يكتسب شعبية إضافية من تركيز الأضواء عليه، لذلك يجد نتنياهو نفسه فى وضع أنه يحتاج الى لابيد ولا يريده.
إذا أُجريت انتخابات جديدة فكل استطلاعات الرأى العام تقول إن حزب لابيد سيفوز فيها بحوالى 29 مقعداً أو 30، وأن حزب بنيت سيُحافظ على مقاعده الـ 12 وربما زادها مقعداً أو اثنين. والحزبان يرفضان أى تسوية مع الحراديم أو اليهود الشرقيين المتدينين، حتى لو أدى ذلك الى انتخابات جديدة، فهما يريدان أن يؤدى أعضاء أحزاب الحراديم الخدمة العسكرية الإجبارية، بدل أن يعيشوا على حساب الدولة بحجة الدراسة الدينية، فيمارسون سياسات متطرفة مجرمة، ويتركون الإسرائيليين الآخرين يقاتلون فى سبيلها ويموتون.
حارس المواخير المولدافى أفيغدور ليبرمان استقال من وزارة الخارجية تحت وطأة فضيحة شخصية مستمرة، وهو أطلق أخيراً تصريحات ضد إيران بعد اجتماع قزخستان مع الدول الكبرى الست، والاتفاق على اجتماع آخر فى اسطنبول ثم العودة إلى قزخستان. ليبرمان قال إن العالم المتنور لا يريد مواجهة التطرف، وهذا صحيح فلو واجه العالم المتنور، وإسرائيل ليست منه، التطرف لواجه إسرائيل قبل غيرها، فهى آخر دولة ابارتهيد فى العالم، وتحتل أراضى الفلسطينيين وتقتل النساء والأطفال.
حماس طلبت من الرئيس باراك أوباما ألا يزور الحرم الشريف إذا زار إسرائيل فى 20 من هذا الشهر كما هو مقرر، الميديا الإسرائيلية قالت إن حماس طلبت من أوباما عدم زيارة جبل الهيكل وهذا خرافة توراتية أخرى، فالجبل المزعوم تلة لا هيكل فيها إطلاقاً، وقد حفرت الحكومة الأولى لاسحق رابين فى أوائل الثمانينات تحت الحرم ووجدت آثار قصر أموى، كل أنبياء التوراة خرافات توراتية لا آثار لها على الأرض، ولا أفهم كيف تكون هناك مملكة وملوك ولا أثر فى بلادنا لقصر ملكى أو معبد أو مبنى كبير يضم دوائر الحكم.
على خلفية كل ما سبق، تهدد جماعات إسرائيلية متطرفة باستقبال باراك أوباما فى إسرائيل بتظاهرات تضم ألوف المجرمين الذين احتلوا أراضى الفلسطينيين للمطالبة بالإفراج عن الأميركى الجاسوس لإسرائيل جوناثان بولارد الذى خان بلاده وسرق ألوف الوثائق السرية وسلّمها لجاسوس فى سفارة إسرائيل فى واشنطن يحمل صفة دبلوماسية حمَته من الملاحقة.
كلهم جاسوس، إما مُدان، أو هو (بلغة الفلاسفة) فى نية التجسس، وعض اليد الأميركية التى تطعمهم.
نقلا عن الحياة اللندنية