رئيس التحرير
عصام كامل

قرع "طبول الحرب" بين حزب الله وإسرائيل.. محلل إسرائيلى: التنظيم ونظام بشار يجران الاحتلال لهجوم برى.. مراقبون: دولة الاحتلال لا يمكنها فتح جبهة حرب على لبنان وسوريا وهى مقبلة على انتخابات


قرعت إسرائيل طبول الحرب مع حزب الله بعد أن نفذت غارة القنيطرة التي استهدفت قادة في التنظيم، وكذلك قادة إيرانيين، والصراع بين الجانبين طفا على السطح من جديد، وبدأ يكشر عن أنيابه.


رد فعل الحزب

يرى المراقبون الإسرائيليون أن العملية التي استهدفت جنودًا إسرائيليين اليوم ربما تكون رد الفعل لحزب الله على العملية المنسوبة لإسرائيل والتي أودت بحياة سبعة من قيادات حزب الله، من بينهم جهاد مغنية الأسبوع الماضى.

كما يرى المراقبون أن إسرائيل سترد بالضرورة على هذه المعارك، مما يجعل احتمالات توسع المجابهات العسكرية أمرا ممكنا، فيما يرى آخرون أنه ليس من السهل على إسرائيل أن تفتح جبهة حرب على لبنان وسوريا وهي مقبلة على انتخابات قريبة، وأن القرار الآن سياسي بامتياز، وهو مرتبط بتقدير رئيس الوزراء الإسرائيلي وقياداته العسكرية في ضوء التطورات خلال الساعات المقبلة، حيث يعقد رئيس الأركان الإسرائيلي جلسة مع قادة الجيش لتقييم الأوضاع حتى هذه اللحظة.

ومن جانبه رأى مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى أن إيران وحزب الله يبحثان عن رد عنيف ومناسب، لإعادة الردع ولإعطاء إشارة لإسرائيل بأنهما لن يقبلا التغيير في قواعد اللعبة، ولكن دون التدهور للحرب.

الخطوط الحمراء

وأضاف المركز: أنه في نظر إيران وحزب الله تم اجتياز الخطوط الحمراء، مما ينبغى جنى ثمن باهظ من إسرائيل. حيث ينظر إليها، بأنها تنتهك قواعد اللعبة في بعض الأحيان، والتي تم تصميمها منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، مما يشير إلى أن صورة الردع لدى حزب الله، والتي كانت سائدة منذ حرب لبنان الثانية آخذة بالتآكل.

حرب جديدة شاملة

وبدوره، قال "آفى يسخاروف" إن الوقت مبكر للإشارة لإستراتيجية جديدة وشاملة لحزب الله في الحدود الإسرائيلية الشمالية. ولكن يبدو أن القصفات المتكررة لأهداف إسرائيلية في الجولان قد تشير إلى أن التنظيم الشيعي وحليفه، النظام السوري، يحاولون استدراج إسرائيل إلى هجوم بري.

وأضاف في تقرير نشر في موقع "تايمز أوف إسرائيل": أنه بالرغم من أن ذلك لا يبدو منطقيا، قد يكون هناك البعض في حزب الله الذين يأملون لدخول الدبابات الإسرائيلية إلى داخل الأراضي السورية، وضرب الأهداف العسكرية السورية.

وتابع: يمكن التوقع أنه في حال حزب الله فعلا كان المسئول عن هذه الهجمات، كما يدعي البعض في إسرائيل، إذا هذا لن يكوم الهجوم الأخير من قبل فرع الحركة في الجولان السوري. المرحلة القادمة، بالنسبة لحزب الله، قد يكون محاولة إثارة الأوضاع الأمنية أكثر عن طريق إطلاق الصواريخ المتفرقة نحو الطرف الإسرائيلي من الجولان، بطريقة قد ترغم الجيش الإسرائيلي لإرسال جنود إلى داخل الأراضي السورية، هذا سوف يسهل إحداث حزب الله لخسائر إسرائيلية.

ورأى "يسخاروف" أنه في حال ينجح حزب الله بجعل إسرائيل ترسل، حتى، عددا قليلا من الجنود لاجتياح بري للجولان السوري، هذا سوف يضع التنظيمات السنية المتطرفة، الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، بموقف حرج حيث إنها قد تبدو كمتعاونة مع إسرائيل بالحرب على نظام الأسد وحليفه اللبناني.

تحد كبير للاحتلال

وأضاف: يشكل القصف الموجه للجولان تحديا كبيرا لإسرائيل. من جهة، إسرائيل تحاول ردع حزب الله من الاستمرار بعرقلة الحياة اليومية في الشمال، من جهة أخرى، ردا عنيفا أكثر من اللازم قد يؤدي إلى تصعيد حزب الله لهجماته بطريقة لا تترك أي خيار أمام إسرائيل غير إرسال جنوده إلى سوريا، ما يخدم مصالح الأسد وباقي الكتلة الشيعية.

تطورت الأحداث بعد غارة القنيطرة، وتم إطلاق قذائف صاروخية على الأراضي الإسرائيلية، ثم شنت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلى غارات بعد منتصف الليلة الماضية على أهداف للجيش السوري النظامي في هضبة الجولان ردا على إطلاق القذائف، وصولًا للأحداث التي تجرى اليوم من قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل بعد ضرب مركبة عسكرية بقذائف مضادة للدبابات بالمنطقة الحدودية.

وقال الجيش: إنه قصف عدة مواقع تابعة لحزب الله داخل لبنان، وأشارت القناة الثانية العبرية إلى أن حزب الله لم يستهدف مدنيين حتى الوقت الحالي.

وقال مصدر أمني لبناني لـ "رويترز": إن الجيش الإسرائيلي أطلق 22 قذيفة على الأقل نحو لبنان. وهناك أنباء بالإعلام الإسرائيلي عن قذائف هاون متفرقة في منطقة جبل الشيخ ومزارع شبعا.

ومن جانبه قال ناطق باسم الجيش: إن قصف القرى اللبنانية ليس آخر رد لنا على الهجوم عبر الحدود، وأعلنت مصادر لبنانية أسر جندى ولكن الاحتلال نفى.
الجريدة الرسمية