رئيس التحرير
عصام كامل

هل مقاطعة الانتخابات هى الحل؟


حقيقة أن المقترحات أو الممارسات التى تتعلق بقواعد اللعبة السياسية، والتى تصدر من جانب القوى السياسية من أجل تحقيق أهداف معينة تعتمد قوتها على مدى قوة وثقل هذه القوى السياسية وتأثيرها فى الشارع السياسى، بمعنى هل هى لديها القدرة على تحريك الجماهير؟

هل لديها القدرة على تنظيمهم واصطفافهم وراءها وذلك لكى ما تفعل ما تتخذه من قرارات .. على القوى السياسية والتيارات والحركات أن تقوم بعملية قياس للقوة وتعرف ما هو حجم تأثيرها فى مواجهة الطرف الآخر ومن ثم تعرف ما هى فاعلية الأداة أو الأسلوب الذى تستخدمه لتحقيق أهدافها.. من المؤكد أن هناك ولو قليل من الخبرة والممارسة السياسية طوال هذه الشهور القليلة من حكم الإخوان عبر الانتخابات البرلمانية السابقة والتى استطاعوا فيها أن يحققوا نصرا كاسحا وذلك للعديد من الأسباب التى نعرفها مسبقاً ولكنها لم تكن عن قناعة بهم بقدر ما هى نتيجة الظروف السياسية التى قامت فى ظلها هذه الانتخابات أو التى جاء فى ظلها الإخوان بعد خروج النظام السياسى السابق..
والذى خلف خبرة مريرة فى نفوس الشعب المصرى وجعله يكفر بكل ما هو سياسى ..ولعل من أحد التعليقات المحورية والهامة للمرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين وهى أن الشعب قد انتخب الإخوان فى 2005 ليس حباً فى الإخوان ولكن نكاية فى النظام السياسى السابق الذى وسعت الفجوة بين الشعب ورموز النظام السياسى السابق..
وقد كان نفس المعيار هو ما كان فى مرحلة ما بعد الثورة الذى سقط فيها النظام السياسى برموزه، من هنا كانت للمسحة الدينية دور كبير فى ترشيح الإخوان وتغليب كفتهم فى الانتخابات البرلمانية الأولى وذلك بغض النظر عن العوار الدستورى الذى عاب قانون الانتخابات، وهو نفس الخطأ أو العوار الذى سوف يدور الحوار حوله سواء قبل الانتخابات أو بعدها ولكن ماذا عن المحصلة النهائية؟ كانت المحصلة النهائية هى فوز الإخوان وتمركزهم وكذلك كانت نفس المحصلة والنتيجة مع الاستفتاء على الدستور..
ورأينا أيضاً موقف الجبهة التى طالبت فى بادئ الأمر بالمقاطعة كما هو الحال الآن فى تصريحها ولكن يخشى أن تعدل عن رأيها فيما بعد وتطالب بالمشاركة ولكن على النحو السلبى ولكن فيما يبدو أنها لن تفلح هذه المرة ولن ترشح أحدا لأنها تعلم بالنظر إلى ثقلها السياسى الذى يكاد يكون معدوماً والذى عرفته على حقيقته من قبل بأنها لن يكون لها أية فرصة للنجاح.. لم تستطع الجبهة التى تعانى من خلافات داخلية ما بين أعضائها ومن ثم فهى لم تستطع أن ترتب أوراقها أو تصف الشعب حولها والدليل أن تأثيرها فى الشارع يكاد يكون غير محسوس..
وأن تلك التظاهرات التى تخرج قد يخرج على رأسها رموز من جبهة الإنقاذ ولكنها لا تلعب أى دور فى تنظيمها هناك قوة هائلة فى الشارع السياسى المصرى وهذه القوة لا يستهان بها ولكنها متفرقة وكل يعمل على انفرادية وأن ما يفرق بينها أكثر مما يجمع بينها وذلك عكس ما يتسم به الطرف الآخر أياً كان موقفه وأياً كان دوره وممارسته التى نتوقعها منه فهو منظم ولديه قدرة على الحشد بالإضافة إلى دعم السلطة له.
الجريدة الرسمية