رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل إلى الإخوان المجرمين!


لم يعد غريبا أن نرى من الإخوان المجرمين أي تصرف غير منطقي أو غير إنساني، وليس غريبًا أن يكون من هم غير أصحاب عقيدة غير الإسلام أكثر وعيا، وانتماءً لوطنهم.

تذكرت ما قاله الزعيم التاريخي لبريطانيا تشرشل، الذي قاد بلده في الحرب العالمية الثانية، انتصر في أصعب المواقف التي يمكن أن يكون عليها القائد بعد هزائم منكرة أمام جيوش هتلر، هذا الرجل نال جائزة نوبل في عام 1945، ليس لأنه قائد وسياسي فذ، هذا القائد له الكثير من الآراء التي تستحق التمعن فيها، سواء بالاتفاق أو الاختلاف معها، ولكن اليوم نقدم للشرذمة الخارجة على الدين والانتماء لتراب مصر الإخوان المجرمين نصيحة قالها تشرشل لشعبه إبان انتصاره في الحرب العالمية، قال: إذا كنت خارج بلدك فلا تنتقد حكومتك بأي كلمة كانت!..

أين الإخوان المجرمون من هذا؟.. إنهم اتخذوا كل مكان هاربين فيه بوقًا لينال من شعبهم ووطنهم، فهم يملأون شاشات مولت خصيصا للنيل من مصر، وليس فقط حكومتها، لا يهم لديهم تحترق أبراج الكهرباء، أو تنفجر السيارات أو يموت من يموت، لا شيء يهم سوى أنهم يدمنون التخريب، إنه ميراث منذ الأربعينيات عندما حرقوا ودمروا، والغريب أن كل تفجيراتهم لم تقتل سوى مصريين سواء تم اغتيالهم مثل النقراشي باشا أو غيره من بسطاء الناس ولم يصَب يهودي أو إنجليزي واحد في التفجيرات التي زعموا أنهم قصدوا بها اليهود والإنجليز.

أيضا أصبح من العبث أن نذكر هؤلاء المجرمين، بسيرة سيدنا رسول الله الذي وقف احتراما لجنازة يهودي، وعندما قالوا له يا رسول الله إنه يهودي!؟.. قال سيدنا الحبيب محمد، عليه أفضل الصلاوات والسلام: أليست نفسًا!..

من العبث أيضا، أن نذكر هؤلاء المجرمين بقصة غلام عمر بن عبد العزيز – قبل أن يتولى الخلافة – عندما جرى الغلام فرحًا بموت الحجاج الثقفي، وكان من أشد الكارهين لعمر بن عبد العزيز، وسأله الأمير عمر: ماذا بك؟.. قال الغلام: مات الحجاج.. مات الحجاج!.. فنهره عمر بن عبد العزيز وقال: كف عن هذا، والله إنه بين يدي الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، إنا لله وإنا إليه راجعون!..

النموذج الأخير الذي في نصف القرن العشرين، هرب بعض الإخوان المجرمين في الخمسينيات والستينيات إلى بعض البلاد منها المملكة العربية السعودية، فقدمت لهم الأمن والأمان في المأكل والمشرب والمسكن والعمل، بل البعض منهم حصل على الجنسية السعودية وصل بها أحدهم إلى القنصل في إحدى العواصم الأوربية، ومع هذا انقلبوا على المملكة وهاجموها لمجرد أنهم اختلفوا في الرأي، وتناسوا تماما صورة حسن البنا وهو يقبل يد الملك عبد العزيز، الطامع في رضاه، أي جحود للأيدي التي وقفت معهم، بل إن الكثير من أصحاب المليارات كانت بسبب الدعم السعودي لهم؛ اعتقادًا من حكام المملكة أنهم بحق رجال باعوا أنفسهم لله والدفاع عن الإسلام، حتى ظهرت لكل عين أنهم باعوا أنفسهم للشيطان وأن الدين ليس إلا مطية لتنفيذ أهدافهم، إنهم أناس خارج الإنسانية، من يزرع قنبلة في طريق أبناء وطنه ليس مسلما، وإلا فكيف يأمرنا رسول الله بإماطة الأذى عن الطريق، أنا أزرع شركًا للموت؟.. والله إنهم إخوان الشياطين وإن كان الشياطين أرحم.
الجريدة الرسمية