ماذا فعل "سلمان" مع "أوباما" في مطار الرياض ؟!
بينما تنقل قنوات شبكة التليفزيون السعودي وبعض القنوات الأخرى ذات الصلة بالسعودية مراسم استقبال خادم الحرمين الملك سلمان للرئيس الأمريكي أوباما وبينما الموسيقى تعزف على ساحة الاستقبال في قلب مطار الرياض وبينما يصافح أوباما عددًا من مستقبليه على يساره الملك سلمان وعلى يمينه زوجته، إذا بأحد مساعدي الملك يتقدم بخطى ثابتة إلى حيث الاستقبال حتى إن أوباما يعتقد أنه جاء لمصافحته إلا أنه يتحدث إلى الملك قليلا ثم ينصرف معه إلى حيث لا يعلم أحد بينما تتجه كاميرات التلفاز إلى علمى البلدين على الأعمدة المخصصة لذلك، ويقف أوباما وحيدا مع زوجته وتستمر الموسيقى !
بعد قليل يعرف الجميع أن خادم الحرمين ذهب لصلاة العصر التي حان وقتها في تلك اللحظة..لتكون سابقة تاريخية لا مثيل لها من قبل لا في تاريخ السعودية ولا أي بلد آخر ونعتقد أنها أيضا سابقة لم تحدث من قبل مع أي رئيس أمريكي في أي بلد في العالم !
على الفيديو والواقعة لنا الملاحظات التالية:
لا يمكن أن يقترب أحدهم من الملك ولا من منصة الاستقبال ولا من المنطقة كلها إلا إن كان ذلك بتعليمات الملك نفسه..ولا يمكن أن يتم ذلك في هذا الظرف تحديدا إلا باتفاق مسبق كما أن الرجل الذي تحدث إلى الملك وكما هو واضح من الفيديو، أبلغه بالإنجليزية، حيث فهم أوباما كلامه وأشار بتفهمه لانصراف الملك وتحدثه بالإنجليزية لا يتم أيضا إلا بالاتفاق المسبق !
وعمليا كان يمكن تأخير الملك لصلاته لما بعد المراسم ولن يقلل منها ولا من أجرها ولا منه شيئا.. فالملك سلمان في الحالة المذكورة في عمل مهم ومن صميم مهامه وواجباته بل ومن أصول استقبال ضيف جاء للعزاء..ولكن يبدو أن في الأمر رسالة ما.. فالداعية السعودى د. محمد السعيدى مثلا، أشاد بما فعله الملك وكتب على "تويتر" حرفيا: "إيقاف خادم الحرمين للبروتوكول والانصراف للصلاة فوق كونه واجبًا، فهو رسالة مهمة للأمريكان، ومن وراءهم ومن دونهم"!
ولا يتحدث داعية سعودي بمثل ذلك أيضا صدفة.. كما أن ما جرى بعد ذلك حيث تتزاحم المواقع بتعليقات السعوديين والأشقاء في الخليج مرحبة بما حدث وينتشر الفيديو المذكور على كل المواقع ويحقق رقما قياسيا في الانتشار..له دلالة عن الحالة المزاجية في السعودية والخليج من أمريكا !
ما هي الرسالة إذن ؟ وهل بالفعل ستتغير سياسة السعودية من مصر بعد رحيل الملك عبدالله ؟ وهل عادت الجزيرة لسيرتها الأولى بعد رحيل الملك عبدالله فعلا ؟ وما مستقبل الأزمة السورية تحديدا ودور مصر في حلها في عهد الملك سلمان ؟ الإجابة تحتاج مقالا مستقلا في مقال قادم..وربما كان المقال القادم !