بالتواريخ.. سجل كامل للعلاقات السعودية- الأمريكية.. زيارة «أوباما» اليوم ترسم ملامح سياسية لـ 10 أعوام مقبلة.. الملك عبدالله نجح في وضع خطوط حمراء لواشنطن.. والبيت الأبيض يسعى لرسم خارطة جدي
يصل العاصمة السعودية "الرياض" اليوم، الرئيس الأمريكى باراك أوباما، على رأس وفد رفيع المستوي لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى عاهل البلاد الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويترقب العالم نتائج هذه الزيارة، لما يترتب عليها من ملامح تحدد مستقبل العلاقات بين واشنطن والرياض، في ظل ولاية الملك سلمان، خاصة إن الراحل الملك عبدالله قد استطاع على مدي العقد الماضى رسم سياسية محددة ووضع بعض الخطوط الحمراء لواشنطن في المنطقة، وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو" تاريخ العلاقات بين الدولتين.
انطلاق العلاقات
انطلقت علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود في ثلاثينيات القرن الماضي، وحظيت العلاقات المشتركة بأهمية مميزة ضمن علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ لعدة عقود كانت السعودية نقطة ارتكاز في السياسات الأميركية.
ففي أوائل الثلاثينيات أصدرت الولايات المتحدة قرارها بالاعتراف بالدولة السعودية، تمهيدا لتأسيس علاقات دبلوماسية بين البلدين.
تأسيس أرامكو
وفي عام 1933 تم تأسيس شركة سعودية أميركية لإنتاج النفط تحت اسم "أرامكو"، التي ظلت تعمل بشكل مشترك إلى أن صدر قرار سعودي بتأميمها عام 1988.
وفي عام 1943 أعلن الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت أن الدفاع عن المملكة يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة، ثم أرسل أول بعثة عسكرية أمريكية إلى السعودية.
والتقى عام 1945 بالملك عبد العزيز آل سعود على ظهر باخرة في قناة السويس، وهو اللقاء الذي دشن العلاقات الأميركية السعودية.
وفي عام 1957 أعلن الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور بداية "الشراكة السياسية" بين السعودية والولايات المتحدة.
الثورة الإيرانية
ومنذ عام 1979 دفعت أحداث الثورة الإسلامية في إيران العلاقات السعودية الأمريكية، إلى المزيد من الارتباط، ففي ذلك العام سقط شاه إيران وخسرت الولايات المتحدة حليفا مهما.
ومنذ ذلك الوقت، وحتى وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001، حافظت الشراكة السعودية الأمريكية على صلابتها، إذ كانت الولايات المتحدة تحاول حشد تحالفاتها في الحرب ضد الشيوعية وتأمين تدفق النفط، عصب السياسة الأمريكية.
وعقب انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، وانحسار الخطر السوفيتي، واجهت العلاقات السعودية الأمريكية اختبارا كبيرا تمثل في الغزو العراقي للكويت في أغسطس عام 1990، وقد تعززت الشراكة بين البلدين خلال حرب تحرير الكويت في عهد الرئيس جورج بوش واستقبلت السعودية 400 ألف جندي أميركي.
وبسبب انتماء عدد كبير من منفذي أحداث 11 سبتمبر إلى الجنسية السعودية، شاب العلاقات السعودية الأمريكية، شيء من الخلل، قبل مساع من الطرفين لإعادتها إلى سابق عهدها خلال العقود الماضية.
خريطة المستقبل
ويري المراقبون للمنطقة، إن لقاء اليوم بين الملك وأوباما، سوف يرسم شكل خريطة المستقبل في العلاقات بين البلدين، لعقد قادم على الأقل طبقا لجيل القيادة الحالى الذي تولى عرش البلاد منذ أيام عقب وفاة الملك.